العمل الخيري يعكس ثقافة مجتمع انقسم بين مشكك ومستفيد ومتبرع

الوحدة : 27-4-2022

 الفطرة البشرية تجنح للإحسان وعمل الخير في ظل الصراع بين الخير والشر داخل نفس الإنسان؛ يبدأ الإحسان من كلمة طيبة أو دعم ليصل إلى مساعدة مادية أو عينية. مع بداية الحرب على سورية تراجعت الذاكرة البعيدة أو القريبة التي ارتبط بها العمل الخيري بالطبقة المخملية والنساء الثريات عبر غداء أو عشاء خيري يعود ريعه للفقراء أمام مبادرات عفوية لأفراد المجتمع الأهلي بنشر نشاطات متنوعة للدعم المعنوي والمادي والعيني للتخفيف من تداعيات الحرب. وتحولت لاحقاً من الشكل العفوي عبر فرق متطوعين من كافة الأعمار، ليتم تنظيمها بعمل مؤسساتي ممنهج من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لتنتشر الجمعيات والمؤسسات الخاصة بفورة لم تشهدها سورية سابقاً، حيث وصل عددها في محافظة اللاذقية نحو (250) جمعية. مع انتشارها اكتشفنا أن العمل الخيري محفوف بالمخاطر في مجتمع انقسم بين مشكك بالنزاهة والمصداقية، ومن يرى أنها حققت فرقاً واضحاً كرديف للدولة من مخرجات عملها مع تعدد الاختصاصات. البداية لعمل الجمعيات الخيرية في المحافظة كانت بتقديم الإغاثة الطارئة لمساعدة الوافدين من محافظات أخرى، ودعم المجتمع المضيف ثم المساعدة الإنسانية العينية والمادية المستمرة بنسب متفاوتة لتصل إلى مرحلة شكلت ضغطاً كبيراً على الجمعيات باتساع دائرة المحتاجين للمساعدة والدعم، مع هبوط غالبية السكان تحت خط الفقر، وتدهور قيمة الليرة وانخفاض التمويل تدريجياً إن كان من المتبرعين أو من المنظمات الدولية مع توجيهها لبرامج التمكين وسبل العيش على مبدأ (لا تطعمني سمكة.. علّمني الصيد).

جمعية موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية:

 نجحت جمعية موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية بزمن قياسي في لفت الأنظار إليها بالعمل الإنساني الخيري، واستقطاب المنظمات الدولية للدعم والتعاون لتحقيق أهدافها، انطلقت بالعمل بعد إشهارها في عام 2014 تحت شعار (لعملنا بقية.. لحلمنا بقية) بهدف تحقيق الاستمرارية والاستدامة لأهداف محددة.

تحدثت د. سحر جبور عن البدايات: بدأنا بالإغاثة من خلال تقديم مساعدات معونات عينية ومادية للوافدين والمجتمع المحلي، علماً أننا لم نحصل على سلل غذائية من برنامج الغذاء العالمي، وكل عام هناك حملتان حملة (لمة دفا) مع بداية الخريف وحملة رمضان.

وحول برامج عمل الجمعية قالت:

 برنامج الدعم النفسي- الاجتماعي للفئات الهشة (اطفال- أمهات- مسنين – ذوي احتياجات خاصة)، نقوم بالنشاطات في مقرات الجمعية بالتعاون مع مديريتي الشؤون الاجتماعية والعمل، والصحة في ريف المحافظة عبر المشاركة بحملات الدعم.

البرنامج الصحي: عبر العيادة الص١١حية المجتمعية في (مسبح الشعب – جوبة برغال) والفرق الجوالة في ريف المحافظة والقرى البعيدة).

البرنامج التعليمي: من خلال دورات تقوية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية بشكل مجاني ، وبأجور رمزية للأساتذة الداعمين,

ونستهدف الطلاب ( الأيتام – الفقراء – الوافدين)، ولدينا كفالة طالب علم من المجتمع الأهلي.

 برنامج حماية الطفل: تمّ إقامة مركز الطفولة المبكرة والأسرة في حي (الدعتور) بالشراكة مع مؤسسة الآغاخان بعام2021.

برنامج دعم النساء الحوامل، والمتسربين من المدارس في ريف مناطق ( القرداحة – الحفة – اللاذقية)، حيث تحصل النساء الحوامل على (كوبون) من جمعية موزاييك لتقوم بصرفه من أحد المولات المعتمدة من قبل برنامج الغذاء العالمي كل شهر، وهو متبّدل بقيمته المالية.

برنامج دعم وتمكين المرأة من خلال مراكز في (حي الدعتور- الرمل الجنوبي- جوبة برغال) مع فرق جوالة بالريف.

وفيما يخص التمويل أكدت أن البداية كانت من تبرعات المجتمع الأهلي من عام 2014حتى 2019، وكان كافياً للدعم والتمويل بعد عام 2019 دخلنا في شراكات مع المنظمات الدولية بالتعاون مع مديرية الشؤون والعمل، ومديرية الصحة ومنها:

منظمة اليونيسف عبر المشروع التعليمي ومهارات حياة ( يافعين وشباب )، مع مشاريع لمنظمتي اليونيسف والصحة العالمية بالجانب الصحي والدعم النفسي – الاجتماعي ولفتت د. جبور إلى تراجع التبرعات من المجتمع الأهلي , مستدركة: ربما تكون الكتلة النقدية التي تأتي من التبرعات هي ذاتها , ولكن مع ارتفاع الأسعار والتكاليف المعيشية انخفضت قيمتها , مثال: في عام 2018 كنا نستطيع بقيمتها تقديم مساعدة لـ ( 100) مستفيد لكن في هذا العام وبالكتلة نفسها انخفض العدد إلى (25) مستفيداً. وحول عدد المستفيدين بالبرامج وصل عدد المستفيدين بالمراكز الصحية إلى / 7000/ مستفيد , وبمراكز دعم وتميكن المرأة / 4000/ سيدة بالعام ,وبرامج التعليم / 400/ طالب شهادة بالعام .

 وبالنسبة لفريق العمل بالجمعية , تحدثت عن بدايات الأزمة التي جمعت مجموعة من الفئات العمرية كان لهم نشاطات إنسانية آمنوا بأن الوافدين والمجتمع المضيف بحاجة لدعم نفسي وللإغاثة المادية والعينية الطارئة , وبعد إشهار الجمعية بدأت الفكرة بتمكين المتطوع من أدواته, وتخصيص فرق تخصصية بجوانب ( دعم نفسي – طبي – تعليمي ) بإشراف أعضاء مجلس الإدارة لتنظيم العمل .

 وساهمنا من خلال دعم المنظمات الدولية بتشغيل المتطوعين ببرامجها .

 لكن التحدي الأكبر هو ازدياد احتياجات الناس سنة بعد سنة مع تطوير القدرات والسعي للحصول على الدعم , وتعزيز شبكة العلاقات مع المجتمع الأهلي التي تبنى على الشفافية والمصداقية والتنظيم بالعمل , كي يتلمس المواطن مخرجات عمل أي جمعية من خلال مناطق عملها وما تقدمه .مع التأكيد على الانفتاح على الجمعيات الأخرى كلها للتشبيك , أو للمشاركة بنشاطات تخدم المجتمع المحلي .

جمعية أسرة الإخاء السورية:

عراقة جمعية أسرة الإخاء السورية التي تأسست عام 1978 بموقعها المجاور للمتحف الوطني باللاذقية هل يسمح لها بطرح التساؤل: إذا كانت هناك جمعية خيرية غير قادرة على الانطلاق و إثبات الذات لتكون جمعية فعّالة لماذا تختار هذا المجال؟ مع طرح أفكار تتعلق باعتماد فكرة التكامل بين الجمعيات من خلال تمايز كل جمعية عن أخرى بمجال محدد، لإبعاد النسخ المشوهة بالإضافة إلى تساؤل: عند انفراط عقد مجموعة جمعيات لنقص التمويل، لماذا لا تنضم تحت لواء جمعية واحدة، وخصوصاً الجمعيات حديثة العهد وتقبل الانصهار؟ فالتكامل بين الكبار والعمل الإنساني الخيري لا ينجح بالتقليد. شعار الجمعية (من أنت.. هذا لا يعنيني)، ونبدأ مع عضو مجلس الإدارة سميرة جورجي لتضيف: (من أنت.. هذا لا يعنيني.. أنت تتألم.. هذا يكفي.. تعال نسعى معاً.. نمضي سوية.. نحو الابتسامة والشفاء: بالمحبة نحقق المعجزات) الطفل ذو الحاجة الخاصة جدير بالحياة. وحول نشاطات الجمعية، قالت: منذ تأسيس الجمعية حتى تاريخه مستمرة الجمعية بالعمل في مراكزها وهي: مركز الشلل الدماغي، مركز متلازمة داون، مركز لجلسات النطق، وقسم للمعالجة الفيزيائية الذي يستقبل نحو 150 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة. يتم استقبال الحالة وتسجيلها مع مراعاة الدور بالقبول، بالإضافة إلى توجيهات من اختصاصيين لكيفية تعامل الأهل مع الولد بالمنزل، ونستقبل أطفالاً بشكل متقطع والأعمار من (4سنوات إلى 14). ولدينا نادي الطفولة، حيث يتم استقبال أطفال من ذوي احتياجات خاصة كل يوم جمعة من خارج المركز ولكنهم يخضعون للعلاج، لإقامة نشاطات ثقافية ترفيهية ورحلات إلى الطبيعة. من جانب آخر: مستمرون بدعم العائلات المستورة، ومشروع (كسوة شتوية) ومع مواكبة الأزمة توسعت النشاطات، حيث قدمنا الطبابة للوافدين من الأطفال من خلال أطباء متعاقدين مع الجمعية ومع مخابر من أصحاب الأيادي البيضاء الذين قدموا الدعم دون مقابل؛ وكذلك أبناء أطباء أصبحوا أطباء و استمروا بالعمل معنا بسبب الثقة بالجمعية وشفافية عملها. وبعد الأزمة بدأنا في عام 2012 بتوزيع السلل الغذائية للوافدين من محافظات أخرى إضافة للمجتمع المحلي وبما أن جمعية أسرة الإخاء السورية هي من بين ثلاثة شركاء لبرنامج الغذاء العالمي لتوزيع السلل الغذائية ارتفع عدد طالبي المعونة إلى (40000) بعد ما كان 1000 طالب لها ليتم توزيعها على نقاط توزيع معتمدة بالتعاون بين الشركاء وفق معايير للمستحقين وفيما يخص ثقافة التطوع، أو حصول الشباب على فرصة عمل أشارت إلى تأمين /150/ فرصة عمل ثابتة لشباب خريجي جامعات مع فرص عمل متقطعة بالتعاون مع منظمات دولية. وبالنسبة للتعاون مع المنظمات الدولية أكدت على قيام تعاون مع اليونسيف بمشاريع متعددة كالترميم التعليمي لدعم الطلاب المتسربين واستهداف مراكز الوافدين إضافة إلى مشروع الدعم النفسي- الاجتماعي والمشاركة بحملات صحية مع منظمة الصحة العالمية ومنها: حملة عن العنف القائم على النوع الاجتماعي، والقيام بزيارات للأحياء والأرياف لتصنيع كمامات وتعليم صناعتها، إضافة إلى حملات التشجير بالتنسيق مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل. وبالتوقف عند التمويل قالت: هو من أعضاء الجمعية والتبرعات بعد توقف السوق الخيري بسبب كورونا ولا نزال نبحث عن أفكار لجذب ممولين.

جمعية دار المحبة الخيرية:

تم إشهار جمعية دار المحبة الخيرية في عام 2006 , وعنها قال رفيق قاسم : انطلقت الجمعية بهدف مساعدة العائلات الفقيرة والمحتاجة( مادياً ) وفي عام 2007، رأت الجمعية أهمية التوجه نحو مساعدة ودعم الطلاب الجامعيين الفقراء المتميزين دراسياً بالاختصاصات العلمية , بشرط النجاح والترفع سنوياً. حتى تاريخه تم دعم نحو( 70) طالباً, مع رفع قيمة المساعدة المادية الشهرية لمواكبة ارتفاع التكاليف لتصل إلى ( 10000) ل.س ، وبالنسبة لنشاطات الجمعية وعملها بين ما قبل الأزمة وما بعدها أوضح قاسم : قبل الأزمة كانت النشاطات تتمثل بـ ( غداء أو عشاء خيري) بمقر الجمعية , مع نشاطات تسويق أعمال يدوية بالمركز الثقافي لكن تأثرت الجمعية بالأزمة من تراجع الإيرادات والتبرعات وتراجع إقامة النشاطات الخارجية : علماً خلال الأزمة شاركنا بمساعدة الجرحى ودعمهم بالمشفى, وساهمنا بتقديم الدعم المادي والعيني للعائلات الوافدة إلى المحافظة من(كسب, كفرية, الفوعة, قرى صلنفة)ونقوم بمساعدة ( 300) عائلة فقيرة بتقديم مساعدات مالية .

وفيما يخص التمويل :منذ انطلاق الجمعية بالعمل كان التمويل والتبرعات من اشتراكات الأعضاء , ومن أعضاء مجلس الإدارة , إضافة إلى تبرعات من مؤسسة العرين , مع رصيد مالي لا بأس به، وفي شهر رمضان , تم رفع مبلغ الدعم لطلاب الجامعة إلى 15000 ل. س شهرياً , وتوزيع / 200/ سلة غذائية للعائلات المسجلة بالجمعية مع التوزيع لمحتاجين آخرين .

إشراف ورقابة ومتابعة : أكدت الدكتورة نسرين حلوم رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل: أن الجمعيات رافد أساسي للمجتمع داخل البلد لافتة إلى أن نشاطات وأعمال الجمعيات المرخصة كلها تخضع للإشراف والرقابة من قبل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل تبعاً للقانون رقم (93) لعام 1958 ,والقرارات المتتابعة بهذا الصدد ومنها القرار رقم 306 لعام 1973 بمنح صلاحيات واسعه للمديرية في مجال النشاط الاجتماعي والأهلي والإشراف على عمل الجمعيات, إضافة إلى تطبيق أحكام القرارين رقم 809و1000 لسنة 1962 المتضمن تنظيم السجلات المالية والإدارية للجمعيات, مع مراعاة التعاميم المتتالية من قبل الوزارة , ومنها التعميم رقم ب / 1/ 208 بتاريخ 6/8/ 2019 الخاص لتصنيف الجمعيات والمؤسسات الأهلية المعتمدة ضمن مجموعات وهي ( الأعمال الخيرية , التعليم والتمكين , الخدمات الاجتماعية , الثقافة والرياضية والتسلية والفنون , الصحة , التنمية والإسكان , الترويج للعمل التطوعي , القانون والدفاع والحقوق , البيئة ) لتتضمن المجموعات الاختصاصات الفرعية مع تفاصيل الأنشطة المرافقة لكل مجموعة ,ومتابعة الأهداف تبعاً للتصنيف والتوافق معه . وأضافت : للمديرية دور في تقديم التسهيلات للتعاون والتشاركية بين الجمعيات , وفقاً للأنظمة والقوانين ,مع المتابعة والإشراف وفقاً لنماذج وزارية لتغطية كل أشكال التشاركية بين الجمعيات . وفيما يخص دور المديرية في تمويل الجمعيات, قالت : كل عام تقدم الوزارة إعانة مالية وفق معايير تضعها الوزارة, وتقدّم بشكل متداول

 وداد إبراهيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار