وقال البحر .. وحدها الشام

الوحدة 25-4-2022

عندما يحزن الوطن لا يتبقى لديك شيء إلا الحزن. وفي وقفة الحزن هذه يكون الحزن جليلاً ومهيباً. لقد تعوّد الحزن أن يغلّق انتكاساتنا حتى أصبح كابوساً يطوّق الوجوه والأفئدة.

 * آهِ… ما أعجزني عن التعبير؟ أحاول أن أعيد ترتيب خاطري المكسور، أن أغادر الأوجاع قليلاً لأستحمّ في بحرٍ من الأماني الواعدة، فترتسم صورة (بغداد) الهادية كأسرع من الصمت. يقول الفرنسي (آلان مينسك)، ولا أعرف إن كان التاريخ تراجيدياً،لكني مقتنع بأن علينا التصرّف على هذا الأساس، لكي نحول دون أن نصبح كذلك.  إذاً.. للحزن لغة واحدة، تعتصر القلب وتفيض الأعين، وأنا لا وقت عندي للبكاء ولاحتى للتأمل، فأمريكا تريدنا عرباً صالحين ولكن على طريقتها، ولا يحق لنا أن نمتلك حتى صياح الديكة عند الفجر. هي أمريكا وعلى العالم أن ينتعل الأنين

. * * *

وحدها الشام…

مازالت وبكل كبرياء الشموخ تقول: إني هنا، وهذا قاسيون نخلات ضوء لمنارات العز والكبرياء. أنا هنا، وهذا بردى يسقسق في حواريّ كأشعة شمس، وهاتيك الغوطتان ملاذ المتعبين من عناء النهارات

. * * *

وحدها الشام.. تدفئ قلبك، تطّيب خاطرك، وتقول: تأهّب، كلّنا في قلب الخطر. وحدها الشام، تعيد صياغة التاريخ رغم رياح الجنون العاصفة.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار