الموروث الثقافيّ في شعر عصر الطوائف في الأندلس

الوحدة:19-4-2022

 

لمّا كان التّراث يمثِّل أحد مصادر الإلهام الرئيسة التي لا يستطيع أن يُفلت منها أديب مهما قصد ذلك شكَّل هذا الأمر حافزاً لاختيار موضوع البحث المعنون ب( الموروث الثّقافي في شعر عصر الطّوائف في الأندلس) ، فقد شهد عصر ملوك الطوائف تمزُّقاً في الوحدة السياسيّة إلّا أنَّ الحياة الثقافية والفكرية كانت نقيض ذلك في أوج مآلاتها، جاءت هذه النتيجة حتمية تاريخية لميراث الماضي وتراكم المعارف من جهة، ومحاولة لإضافة الشرعية التنافسية وتعظيم الإمارات فكريّاً من جهة أخرى. فقد ارتدّ الشّاعر الأندلسيّ في ذلك العصر إلى التراث هروباً من التصريح أو الوضوح في التعبير عن العاطفة والمشاعر، فظهر أثر الذّاتية في هذا الدّافع عبر بحث الشاعر في التراث عن الرموز التي تعبّر عن ذاتيته التي تشكّل حالة خاصة جداً فظهر القناع أداة مُثلى لذلك. هذا ما تصدّت له طالبة الدراسات العليا في قسم اللغة العربية بجامعة تشرين غصن كبابة في بحث أعدّ لنيل درجة الدكتوراه بعنوان (الموروث الثقافي في شعر عصر الطوائف في الأندلس)، بإشراف: أ. د. سلمان حطاب، والمشرف المشارك د. رودان مرعي أمام لجنة الحكم المؤلفة : د.عبد الستار سيد أحمد-د. وحيد كبابة- د. غيثاء قادرة- د.سلمان حطّاب- د.وفاء جمعة. وقد اعتمد البحث في تتبّع ذلك أشعارَ عددٍ من شعراء ذلك العصر، منهم ابنُ حمديس وابنُ زيدون وابنُ اللبّانة وابن عمار والإلبيري الذين كانوا خيرَ مثالٍ في ازدهار الشعرِ آنذاك. اقتضت طبيعة البحث أن يأتي في مقدمة وتمهيد، وأربعة فصول، تتبعها خاتمة. أمّا الفصلُ الأوّلُ: تجليات الموروث الديني في شعر عصر الطّوائف، وقد تناول مبحثين،. ووسم الفصل الثاني بعنوان تجليات الموروث التّاريخيّ في شعر عصر الطّوائف، وقد عرض أربعة مباحث؛ وجاء الفصل الثالث بعنوان تجليات الموروث الشعري في شعر عصر الطّوائف، وقد عرض هذا الفصل نوعين من استحضار النص الشعري الأندلسيّ للنصوص المشرقيّة القديمة، هذا وقد نالت الطالبة درجة الدكتوراه بعلامة قدرها ٨٦ وتقدير امتياز.  

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار