الوحدة: 14-4-2022
قليلة هي الدراسات التي تناولت آفاق أدب الأطفال وملامحه الخاصة التي تميزه كنوع رئيسي من فروع الأدب بشكل عام ، على الرغم من الحاجة الملحة لهذا النوع من الدراسات بغية تلمس احتياجات الأدب الطفولي ونقاط ضعفه و عوامل تقصيره عن مواكبة متطلبات أطفالنا على اختلاف مراحلهم العمرية والتربوية والتعليمية . لكن – وكما يقال لكل قاعدة استثناء – فقد جاء هذا الاستثناء من خلال دراسة بعنوان ” أطياف قصص الأطفال في سورية ” للأديب الكبير والباحث محمد قرانيا ، قام من خلالها بتسليط الضوء على ملامح أدب الأطفال في سورية. وهو كتاب نقدي منهجي صدر عن اتحاد الكتاب العرب و يقع في / 500/ صفحة، وتضمن دارسة عن عدد من كتابات بعض أدباء الأطفال في سورية، مثل زكريا تامر وعبد الله عبد ومريم خير بك ولينا كيلاني وغالية خوجة وآخرين.. وقد استندت هذه الدراسة إلى التجربة الشخصية للمؤلف في كتابة القصة الطفلية ومحاولة تذوق النصوص في حيادية تامة. وفي دراسة قدمها الباحث محمد الخضر حول هذا الكتاب قال : تلامس دراسة قرانيا بعض العلامات التي ترشح من النصوص إذ أنه لا ينظر إلى النص على أنه شكل محض إنما بكونه شكلاً يحتضن ثقافة أو معرفة مقدمة للطفل عبر نسيج فني إبداعي. كما تسعى دراسته إلى الكشف عن رؤى الكتاب التربوية والجمالية للطفولة، إضافة إلى وقفات متأنية عند نصوص إبداعية وما تزخر به من قيم إنسانية، من دون التخلي عن التنويعات الفنية التي تتطلبها الدراسة الأدبية . ويظهر ذلك جلياً عبر ملامسة الصلة الوثيقة بين الفن والواقع وبين الأديب والطفل، والوقوف على الإمكانات الأسلوبية التي اختزلتها النصوص القصصية التي تمت دراستها في الكتاب وعددت سمات هذه النصوص التي تستمد خصوصيتها الجمالية من صلاتها بالإنسان والحياة وفق مفهوم متجدّد لدراسة البنية الفنية للقصة الطفلية. وتابع الباحث الخضر بالقول أن الأديب الكبير محمد قرانيا اهتم في كتابه هذا بدراسة البناء الفني لنموذج من إبداعات الأطفال أنفسهم، محاولاً مقاربة مواضيع بنيوية جديدة لم يلامسها النقاد، وبينها خصوصية العنوان في القصص الطفلية وملامح الشخصيات وتقنيات الحلم والجماليات القصصية، وتأنيث السرد في الحكاية الشعبية، وسوى ذلك من الأدبيات الطفلية الفنية التي تلامس العواطف الإنسانية النبيلة. الجدير بالذكر بأن للكاتب محمد قرانيا مجموعة كبيرة من المؤلفات في أدب الأطفال، بينها سلسلة ” مازن الصغير” – و ” وسام الياسمين” ، وله في النقد : شعر الأطفال في سورية – وجماليات القصة الحكائية للأطفال في سورية ، وفي القصة : ” سرب العصافير” للأطفال و” أين تنام الشمس” .
فدوى مقوص