الوحدة : 8-4-2022
كان الأدب بمختلف صنوفه وأجناسه حاملاً للهمّ الحياتي في الحقبة التي يولد فيها، وقد عبّر هذا الأدب في مراحل سابقة عن تطلعات معاصريه بكل دقة وموضوعية، فهل مازال الأدب يؤدي الدور ذاته حالياً؟ يمكننا اختصار عناء البحث عن الجواب بمجرد الإشارة إلى أن الأدب بات غريباً عن جمهوره لأسباب مادية، وأسباب واقعية، وضعت حواجز كثيرة بين الأدب وبين وصول رسالته، هذا إن بقي حاملاً لأي رسالة، وببساطة الإنسان العادي يأتينا الرد من كثيرين بأنهم ليسوا مستعدين لدفع (أجرة تكسي) من أجل الذهاب إلى المركز الثقافي، وليسوا مستعدين لدفع ثمن كتاب، أو صرف المزيد من (الميغات) من أجل التصفّح الالكتروني، وبالتالي فإن الأدب من هذه الزاوية لا يؤدي أي دور وظيفي… أما من حيث مضمون الأدب، فقد بدا عاجزاً عن مواكبة التطورات التي طرأت على حياتنا، وأقلّ قدرة على حمل همومنا، وغاب كلياً عن دوره القيادي للرأي العام لعدم امتلاكه الأدوات المؤثرة، ولتحوّل عدد كبير ممن يدّعون الأدب والثقافة إلى مدّعين ومقلدين، وبالتالي فإن تأثيرهم على من حولهم كان ضعيفاً جداً.. مشكلة أخرى لدى المتلقي تتمثل بانشغاله الدائم في تأمين حاجياته الأساسية من طعام وشراب ولباس، وعدم توفر الوقت لديه ليقرأ أو ليسمع. كل هذه الأسباب أفقدت الأدب كل قوته وحضوره، حتى عديد الأدباء باتوا مقتنعين بعدم قدرتهم على التأثير..
إيفا الحكيم