خُلاصة حكاية

الوحدة : 30-3-2022

 

في إحدى مدارس الصّغار, طلبتِ المعلّمةُ من تلاميذِها “عليكم أنْ تفعلوا خيراً ولو لمرّة واحدة في الأسبوع” .

فتساءلَ أحدُهم: وهل يمكنك إعطاءنا مثلاً عمّا علينا فعله؟ “نعم لمَ لا؟”, قالت المعلّمة وتابعَتْ: مساعدة امرأة ضريرة لتعبر الشّارع من رصيف إلى آخر, إنّه لعمل خير حقيقيّ.

وفي الأسبوع التّالي سألتِ المعلّمةُ: مَنْ منكم نفّذ ما طلبتُ منكم؟ ثلاثة فقط رفعوا أيديهم, تجهّم وجهُ المعلّمة وهي تُخاطب نفسها : “أَيُعقلُ أنّ ثلاثةً فقط فعلوا خيراً؟ مهما يكنْ فهو أفضل من لا شيء”. سألتِ التّلميذ الأوّل عمّا فعل, فأجاب: “ساعدتُ امرأةً عجوزاً وضريرةً على عبور الطّريق” سألتِ الثّاني, فأجاب أنّه فعل كما فعل زميله، سألتِ الثّالثَ فأجاب هو أيضاً, أنّه فعل كما فعل زميلاه.

تعجّبتِ المعلّمةُ: “وكيف وجدتم ثلاث عجائز ضريرات؟” فأجابها الطّلّابُ الثّلاثةُ: “الحقيقة لم يكن هناك إلّا امرأة واحدة, حاولنا ثلاثتنا مساعدتها على عبور الطّريق, لكنّها رفضتْ , فراحتْ تزعق, وترفع صوتها, عبثاً حاولنا إقناعها لتعبرَ الطّريق لكنّها رفضتْ واستمرّتْ في الزّعيق والصّراخ, لكنّنا أصرّينا عليها لأنّنا نُريد أنْ نفعل خيراً, فتجمّع النّاسُ حولَنا, وكادوا أنْ يُشبعونا ضرباً”. قالتِ المعلّمةُ: “ساعدوا الآخرين, افعلوا خيراً” لكنّها لم تقلْ لهم كيف ومتى ولماذا …

نعيم علي ميّا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار