كلام الأبراج … مجرد تخمينات

الوحدة 12-3-2022
حكاية الإنسان مع الأبراج ليست جديدة ، وكثيراً ما اختلط فيها الواقع بالخيال ،
والحق بالباطل ، ما جعل التنجيم مثار جدل بين من ينسبونه إلى العلم ومن يحيلونه إلى خزعبلات السحرة والمشعوذين .
ومع تطور علم الفيزياء في القرن العشرين اكتسب التنجيم اعترافاً أكبر بوصفه علماً يستمد شرعيته من فهم حركة الكواكب والنجوم ، ففي لحظة الميلاد تكون الشمس والقمر والكواكب المحيطة مرتبة ضمن نسق معين لا يتكرر إلا كل أربعة ملايين و320 ألف سنة  
أي أن كل ميلاد هو بمثابة بصمة خاصة لكائن جديد ومتفرد في علاقته مع الكون المحيط .
وتؤكد علوم الفلك أن كل كوكب يؤثر فينا بمقدار معين ، ويحكم تصرفاتنا وجوانب شخصيتنا وشكل علاقتنا بالحياة ، ومن خلال التمعن في خريطة الأبراج السماوية عند الميلاد ، من المفترض أن نحصل على بعض المؤشرات الخاصة بكيفية تعبير هذا الوليد مستقبلاً عن المظاهر المختلفة لشخصيته ، 
واستناداً إلى هذه المدرسة في التفكير ، فإن كل شعور أو عمل أو طموح أو سلوك أو نمط من العلاقات من بين الأشياء ذات الصلة بشخصية المرء يرتبط بأحد الكواكب ويستمد منه بعض الخصال والأذواق والمواقف من الحب والجمال والحياة إلخ.
ويقول أصحاب مدرسة الأبراج: إن  بإمكانهم الاستدلال من خلالها على اثني عشر جانباً من شخصية المرء ، مثل ميوله العاطفية وقدراته التواصلية وصحته وعلاقاته الاجتماعية واحتمالات نجاحه في هذه المهنة أو تلك وصداقاته وأسراره وأحزانه.  و  باختصار يمكن القول: إن  التنجيم يفترض أنه بالإمكان تفسير مجمل حياة شخص من خلال معرفة الطاقات والرسائل الخفية التي توفرها الكواكب له في لحظة الميلاد ،
وينطلق أصحاب هذه الطريقة في الفهم من مقولة أن هناك علاقة وثيقة بين الكون الخارجي الفسيح وبين الكوكب الداخلي الذي يسكن ذواتنا وفي هذه العلاقة يكمن سر الطاقة التي تحرك حياتنا، كما أن تلك العلاقة تعبر عن نفسها من خلال الأحداث التي يعيشها الإنسان طوال حياته. 
ومن حيث السمات الشخصية سيكون للترتيب النجمي الذي كان ماثلاً في الكون عندما ظهر الطفل إلى الوجود وحتى آخر عمره؛ ويرى أصحاب هذه الفرضيات أن النجوم والكواكب تلقي بتأثيراتها النهائية على شخصية الطفل عتد الولادة ، فيغدو من الصعب جداً إن لم يكن من المستحيل تغيير تلك السمات بصورة جذرية…. 
إن تأثيرات النحوم ليست قدرية تماماً ، فالإنسان مخلوق يتمتع بالإرادة التي تتفاوت من شخص لآخر ، وبإمكان الشخص الذي يوجد في بيئة ذات مواصفات معينة أن يشق لنفسه شخصية تحمل ملامح مختلفة بعض الشيء عن تلك التي فرضتها عليه خريطة الأبراج. في بادئ الأمر 
قلنا إن بلوغ الشخص مرحلة النضوج يجعل لإرادته تأثيراً قوياً في مدى تغيره وتكيفه مع الواقع على الرغم من تأثيرات برجه في شخصيته ، وينأى أصحاب التنجيم بأنفسهم عن المزاعم بأنهم يرجمون بالغيب ، ويقولون: إن كل ما يفعلونه هو أنهم يستطيعون تحديد الملامح العامة لشخصية المرء وتخمين بعض الأمور التي توحي بها الأبراج ، والتي قد تكون خاطئة أو صائبة؛ 
ويرى هؤلاء أن قراءة النجوم تتيح الحديث عن الملامح الأولية لشخصيتنا تلك النسخة التي قد تتفاعل مع عنصر الإرادة لتؤدي إلى تغيير  وجهتنا في الحياة.
لمي معروف
تصفح المزيد..
آخر الأخبار