الآخرون حلّوا مشكلة الرقابة على وسائط النقل.. فهل تبقى اللاذقية (تتفرج)؟

الوحدة: 6-3-2022

لا تزال الفوضى عنوان المشهد في الحركة النقلية بمحافظة اللاذقية، حيث نرصد يومياً جموعاً هائلة من البشر تعلن هجومها على أية وسيلة نقل مارّة، فقلة وسائط النقل العامة وخاصة السرافيس جعلت أسعد المواطنين من يحالفه الحظ ليحظى بركوب (السرفيس) حتى لو حُشر فيه، وهذا الحال ليس خافياً عن عين الرقيب، الذي لم يحرك ساكناً مع كل هذه الفوضى من تسرب المركبات العامة وتغيير خطوط سيرها، وتقاضي أجور مضاعفة و بيع مخصصات الوقود .

هذا الواقع المخزي دفعنا للسؤال عن أحوال النقل في باقي المحافظات السورية ، فهل وصل القائمون على قطاع النقل فيها لحل هذه المشكلة ؟ أما مازالوا يراوحون مكانهم مثلنا، وبمعلومات سريعة استطعنا الحصول عليها – علمنا أن محافظة حلب بدأت التحضيرات لاعتماد تقنية حديثة تضبط عمل وسائط النقل العامة وتمنع الغش، وذلك من خلال اعتماد تجهيزات الكترونية موجودة لدى (السورية للشبكات) لتستعملها بمراقبة عمل وسائط النقل العامة، وتحديد كمية المحروقات المستخدمة، والمسافات المقطوعة .

ومن العاصمة دمشق أيضاً علمنا أنه قد صدر قرار بإلزام جميع المركبات العامة بتطبيق نظام  Gps، الذي سيحدّ من تهرب سائقي المركبات العامة العاملة على المازوت، وإلزامهم بخطوط السير المحددة لنقل الركاب، ومراقبتهم من خلال نظام الكتروني دقيق يلغي العامل البشري، وفي التفاصيل فإن نظام Gps الذي يتم تركيبه في المركبة المحددة، وربطه مع الجهة المعنية سيحقق متابعة دقيقة لخط سير المركبة على مدار الساعة وفقاً لخرائط محددة، بالإضافة لتسجيل خط السير وعدد الرحلات، ويمّكن هذا الجهاز الجهات المعنية من تحديد مكان تواجد المركبة آنياً .

ولمحافظتي حماه والقنيطرة تجربة مهمة أيضاً لضبط عمل وسائط النقل. إذاً يا سادة: إن تحقيق الرقابة الفاعلة على عمل المركبات ليس أمراً مستحيلاً.

فماذا تنتظر محافظة اللاذقية، ولمصلحة من هذا الفلتان ؟!! مع العلم أن محافظ اللاذقية عامر اسماعيل هلال وجّه القائمين على قطاع النقل منذ شهرين بدراسة مقترح حول تطبيق نظام Gps على وسائط النقل، وأكد ضرورة إلغاء العامل البشري في مراقبة وسائط النقل و اعتماد الإجراءات الالكترونية بدلاً عنه .

ولكنهم ولليوم لم يخطوا أية خطوة فاعلة باتجاه ضبط معايير عمل وسائط النقل، والسؤال إلى متى ستبقى الفوضى عنوان المشهد ؟!! نحن اليوم لا ندعو القائمين على قطاع النقل بمحافظتنا للاجتهاد في الحلول فقد أثبتوا عجزهم بذلك ، ولكنها دعوة للحاق بحالة متطورة بدأتها محافظات سورية جعلت من المصلحة العامة عنوان عمل لها .

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار