الوحدة – نعمان أصلان
أكد الدكتور زهير هزاع، رئيس غرفة تجارة وصناعة دير الزور، أن النصر الذي حققه الشعب السوري في 8 كانون الأول 2024 شكل منعطفاً تاريخياً مزدوجاً، إذ حرر السوريون أرضهم من براثن نظام بائد، لينطلقوا فوراً في معركة أكثر تعقيداً تتمثل في تحرير الاقتصاد الوطني وإعادة بناء ما دمرته الحرب.
وأضاف د. هزاع أن الذكرى السنوية الأولى للتحرير تأتي بينما تتجه الأنظار إلى جوهر التحدي الراهن: الانتقال من نظام اقتصادي هش يعاني من اختلالات هيكلية، قائم على الاحتكار والفساد، إلى نظام اقتصادي مؤسسي جديد قادر على تحقيق نمو مستدام وعدالة اجتماعية.
وبين أن هذا الانتقال لم يعتمد على ما وصفه بـ”النظرية الحتمية التحريرية” التي تروج لتحرير سريع وأعمى، وإنما على تحرير ذكي قائم على عملية تدريجية ومدروسة تقودها حوكمة رشيدة تعيد تعريف دور الدولة من مسيطر ومشغل إلى منظم ضامن للعدالة، يهيئ بيئة تمكينية تحمي المنافسة وتدفع عجلة الإنتاج.
وأشار د. هزاع إلى أن الهدف هو الوصول إلى اقتصاد يقوم على الشفافية والمنافسة والابتكار، مع دولة قادرة على حماية هذا النموذج من الانزلاق نحو الاحتكار أو الفوضى.
وختم بالقول إن الإنجازات المحققة خلال عام واحد تمثلت بعودة سوريا بقوة إلى الخريطة الاقتصادية الإقليمية والدولية من خلال اندماج خارجي فعال، إلى جانب إصلاحات تشريعية وهيكلية وضريبية جوهرية، وصدور قانون الاستثمار الجديد الذي يجسد خريطة نهوض متكاملة تقود الاقتصاد الوطني نحو مستوى الطموح.