شهر رمضان مقبل .. أين الناس من تموره و( أسعاره)؟!

الوحدة 22-2-2022

 

بات على الفقراء (وهم الغالبية) فقط التفرّج والحسرة، أصبح هناك الكثير من المواد الغذائية من المستحيل شراؤها بعد أمواج الغلاء المتلاحقة التي تعصف أولاً وآخراً بجيوب الفقراء المعدمين وبالتحديد الشريحة الكبيرة (من ذوي الدخل المحدود)، فكل يوم تُطالعنا أرقام جديدة تقبع مع موادها في الخيال، لكن بعض هذه المواد (قديماً) لم تكن حكراً على طبقة محدّدة، فقد تذوّقها وتلذّذ بها الأغنياء والفقراء وتمتّعوا بفوائدها الكثيرة، التمور بأشكالها وأنواعها، هي سيدة موائد رمضان الخير، كذلك أيام الأعياد وعودة حجّاج بيت الله الحرام ومناسبات أخرى، كما أن التمور في شهر رمضان الكريم الذي أصبح على الأبواب هي عنوانه الرئيسي وغذاء الصائمين الجياع، وذكر شهر الخير يقترن تماماً مع هذه المادة نظراً لما لها من أثر ديني بالغ أيام رسولنا الكريم (ص)، لكن ما يحصل الآن على أسعار هذه المادة يدعو للقلق، تماشياً مع جنون أسعار مواد أخرى كاللحوم بأنواعها والأسماك ومؤخراً المكسرات من كاجو وبندق، وكان التمر ضمن هذه الممنوعات على الفقراء، حيث سارعت العقوبات المحلية إلى جانب العالمية الظالمة على منع استيرادها، لكنها موجودة بقدرة الله جلّ وعلا، وهذا صلب الحديث .

شوارعنا المشهورة ومنها شارع القوتلي والشيخضاهر وأفاميا تقدّم لنا الخبر اليقين، هناك تبرز فوق تلك الحبّات السمراء أسعار غير لائقة بمشاعر الناس وحتى الأغنياء، فسعر الكيلو الوسطي منها نحو عشرة آلاف ل.س لحدود العشرين ألفاً، والعائلة متوسطة الحجم هي بحاجة لأكثر من ذلك في جلسة رمضانية واحدة، وسعر آخر لكيس زنجي مضغوط بالكاد يظهر شكل التمور داخله بثمانية آلاف، أمّا الشعبي الموجود على شكل تلّة وهو الذي يناسب بعضنا أيضاً ثمانية آلاف .

* رأي باعة المادة:

وعند سؤالنا عن طريقة تسويقه وأسعاره العجيبة حاول بعض الباعة الابتعاد عن الإجابة بطريقة أشبه بالطرد (اذهب إلى محلات فلان عندهم الإجابة الشافية) ويضيفون: نحن ممنوعون من استيراده، المادة الموجودة هنا تأتي إلى أمام المتجر بطريقة معينة ونحنا لسنا معنيون سوى بالبيع ووضع هذه الأسماء والأرقام التي لا تريحنا نحن أيضاً، وعن مصدر تلك الحبة الفخمة أكدوا أنّ بعضه من مصدر إماراتي وآخر إيراني وبعضه مشكّل، وعلى حدّ زعمهم تجّاره من الشام حصراً، وفي شارع آخر سألنا أحد الباعة عن مصدر تموره وأسعارها، فاستدار هارباً وقال بعد عدة أيام ستأتينا تمور رمضان الكريم، تعال وخذ ما تريد، سيكون هناك عدة أنواع بأسعار مناسبة.

في النهاية أين الفقير من هذه الّلحظات اللاذعة للعين والجيب، هل بات على تلك الشريحة التعوّد على النسيان والهجر؟ أم أن هناك باب مفتوح يتيح للتجّار استيراد نوعية تليق بجيوب صغيرة، فيشكرون نِعم الله عليهم، أم أن (السورية للتجارة) تحضّر لمفاجأة معينة تُعيد البسمة لجباه الصائمين والمشتهين، وتُبلسم لعابنا بوضع تلك المادة على بطاقة التكامل (الذكية) كغيرها من المواد، قد تفعلها صاحبة الجلالة، ( العراق الشقيق قريب وتموره مقبولة) .. ولا زال هنالك وقت .

 

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار