علي حسن عيسى :علمتني الحياة أن أكون رجلاً بقلب طفل يتيم

الوحدة:20-2-2022

طفل لم يعرف سوى الدموع والحزن ، قبل سنوات عديدة خرج للحياة ومثل أي طفل كان والداه معه ،يحبونه وهو ولدهم الوحيد. ومرت أيام السعادة بسرعة حتى مرض والده ،وعندما بلغ من عمره سبع سنوات توفي. ومن هنا بدأت قصته المؤلمة.
توفي والده وعاش مع أمه التي أصيبت بعده بمرض السرطان أيضاً وتوفيت بعد سنتين من وفاة والده ليبقى علي يتيم الأب والأم. أصيب علي بصدمة الفقد بعد أن وجد نفسه وحيداً بلا عائلة . علي يقول : الحياة أب وأم ومن دونهما كل الناس غرباء، الفراغ لايملؤه إلا روحهما، وأنا في أمس الحاجة لوجودهما . أذكر الأيام الأخيرة قبل أن يموت الحلم . لحظات أمي الأخيرة وهي تبتسم لي و تقول : لا تخاف الله موجود وستكون بأمان وروحي لن تفارقك ، الكلمة هذه إلى اليوم ترن في أذني وقلبي وخاطري . انتقلت للعيش مع عمي وأبنائه وكنت رغم وجودي مع العائلة أشعر أني وحيداً حزيناً في قلبي غصة ، أبكي بصمت وأدرس بصمت . قسوة الحياة صنعت مني رجلاً يتحمل كل الظروف فلا خيار لي إلا قبول مشيئة الله. المرحلة الدراسية :كنت أعتمد على نفسي عملت بالأرض وأنا في الصف العاشر ،كنت أفكر وأحلم لوحدي.
ومرت الأيام مع الحزن والذكريات ، وأنهيت دراستي في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية باجتهاد شخصي . ثم دخلت مجال التجميل وتصفيف الشعر للسيدات، عوضني غياب أمي التي كانت تعمل بهذه المهنة وأنا من أجلها أردت أن اتعلمها **ذكريات الطفولة شوقي للعائلة كبير يوجعني دائما كنت أشعر أن أكثر الأيام ألما عيد الأم فكنت أشتاق أن أقدم لها هدية بدل أن أضع الوردة على قبرها. كنت أحتاج إلى القوة بوجود والدي ولكن شاء القدر أن أكون يتيما. **أما فكرة تأسيس عائلة عمري الآن 27عاماًو رغم أن فكرة العائلة كانت هاجسي ودافعاً أن أكون رجلاً لاتهزمه الحياة مهما بلغت شدة العاصفة، إلا أنني أخاف من الموت وأخاف أن يكون لدي أطفال يعيشون تجربتي فلم أفكر بالزواج.
أما كيف أواجه الحياة في المواقف الصعبة أحتاج وجودهم فكل الآخرين غرباء لايؤلمهم ألمي، وأعود طفلاً حزيناً يفتقد والديه في كل المناسبات وفي كل مساء أشعر بالانكسار وتبقى الأمنيات كبيرة والغياب صعب.
وعن الأصدقاء يقول علي: الأصدقاء الأوفياء عائلة ، وأنا رزقت بصديقي إيهاب فهو معي عالحلوة والمرة نعمل معاً، ونتقاسم لقمتنا ووسادة نومنا المتعبة من الحياة . أما عن المستقبل: أنا موظف في مديرية التربية وأعمل في مهنة الحلاقة النسائية ،طموحي السفر نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة ،عملنا ما يكفينا للحياة اليومية أما تكوين أسرة وتكاليفها بات الأمر مستحيلا ً. أما عن رعاية الأيتام: لايوجد رعاية من أي جهة رسمية أو أهلية رعاية حقيقية بكل معنى الكلمة ،تعوض فقدان الأسرة وتعالج الحالة النفسية لمن فقد والديه، فأنا أضحك وأكتم حزن العالم في قلبي، فقد علمتني الحياة أن أكون رجلاً بقلب طفل.

زينة وجيه هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار