الاستهلاك والمجتمعات

الوحدة: 17-2-2022

 

 أقام فرح اتحاد الكتاب العرب بالرقة نشاطاً فكرياً في مقر فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية، حيث ألقى الباحث الأستاذ “حسن أحمد” محاضرة بعنوان(الاستهلاك والمجتمعات ) قدم النشاط الأديب: منير الحافظ.

في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من محاور وأفكار…

بداية أكد المحاضر حسن أحمد على ضرورة الاستهلاك للكائنات الحية، وبأنه ليس هناك مجتمع مستهلك وآخر غير مستهلك، والاستهلاك العقلاني ضروري وليس رزيلة.

ولا يقتصر استهلاك الإنسان على ما تقدمه الطبيعة لغذائه فهناك استهلاك المناسبات والأعياد والأعراس، ولكن السفه في الاستهلاك فيما يزيد عن الحاجة زيادة فاحشة.

ثم استعرض “أحمد” دول الرفاهية إذ وصلت أوروبا إلى الاستقرار الاستهلاكي.

وشرح آلية التوجه نحو المجتمعات الاستهلاكية فالسلطات تغري المجتمعات بزيادة الاستهلاك للحاق بها (وعود)، وهناك مواجهة الماركسية مما أدى لازدياد دخل العمال في الغرب بالمقابل: ترحيل البروليتاريا إلى البلاد الفقيرة، الاقتصاد الريعي والربط بين الإنتاج والاستهلاك .

وتحدث الباحث عن التفاوت الطبقي، وعن سرقة إسبانيا والبرتغال /قديماً/ لذهب الشعوب وكيفية إنفاقه.

و القرصنة البريطانية وكيفية استثمارها, غزو الشعوب ونهبها: الحملات الاستعمارية المحور الأخر للمحاضرة كان عن  الاستهلاك وتجاوز الحدود حيث تحدث ” أحمد” عن مظاهر الترف عبر التاريخ, ومظاهر البنية التحتية( فنادق- مطاعم- مطارات – نوادي – تكنولوجيات – الإدارة الحديثة_ سريلانكا مثالاً ) . و الإفراط في الاستهلاك دليل المكانة الرفيعة و الغنى.

 

بالمقابل هناك دول تستخدم المواد المستعملة من ثياب وأحذية و آليات و… و ركز على موضوع النساء و التسوق و الدعاية كدور إشهار, فهي حرفة منذ أواسط القرن/ 17/ . بالمقابل هناك دول تسعى نحو الرفاهية و ترفض التقشف. و أعطى أمثلة عن مظاهر الاستهلاك المبالغ فقد بيعت حمامة زاجلة بـ 1900000 دولار- مثال آخر: تربية و سباقات السلاحف و الصراصر و الضفادع- كذلك تجارة الشوكولا في العالم تزيد على مائة مليار دولار, لكن حصة منتجيها من الأطفال و الكبار لا تصل إلى ستة مليار دولار.

 كما عرج المحاضر على الدخل القومي للفرد في قطر, وعن إجمالي ناتج الدول الخليجية, وعن مبيع السكوتش في الإمارات, و اميلدا ماركوس, و الماكدونالية, و التباهي بالحسابات البنكية .أما عن مخاطر الاستهلاك فقد أشار المحاضر إلى استهلاك المواد الأحفورية وأذياته, و شراهة الإنسان للاستهلاك تفتك بالطبيعة, و الولع باقتناء الآثار و سرقتها, انتشار التلوث الناتج عن الاستهلاك فقطر أسوأ البدان في التلوث عالمياً. بينما الدول الفقيرة تصدر المواد الأولية للحصول على حاجاتها: دواء غذاء، والديون ترهقها وهناك سعي الدول و الأفراد للحصول على لقمة العيش.

و تحدث المحاضر عن ثقافة الشيف و الثقافة/ مقارنة / المسلسلات- الغناء- مواقع التواصل- الصحافة وهناك استهلاكات شديدة الضرر: أمريكا و السلاح- القات في اليمن- الخمور- المخدرات …

المحور الأخير في المحاضرة كان عن الاقتصاد السياسي للسيادة الغذائية في الدول العربية حيث قال الباحث: غالباً ما ينظر إلى الدول العربية على أنها واحدة من أكثر المناطق التي يحتمل أن تعاني قصور الأمن الغذائي في العالم. و تستند هذه النظرية إلى حقيقة أن المنطقة العربية تعد أكثر مناطق العالم عجزاً في الغذاء كما تشير إلى ذلك واردات الحبوب بوصفها نسبة من الاستهلاك. و سورية هي البلد العربي الوحيد الذي أنتج فائضاً غذائياً في الحبوب على مدى الأعوام الماضية.

 وختم المحاضر “حسن أحمد” محاضرته قائلاً: إن أمريكا تستخدم القمح وسيلة للترغيب و الضغط على الدول. وإن 30% من الحبوب في العالم تذهب لإطعام الحيوانات, وإن تحويل كميات كبيرة من الذرة لإنتاج الوقود الحيوي سيقلل من توفر الغذاء.

 و ما سمي بالربيع العربي كان له الدور في ارتفاه أسعار الغذاء و انتشار الفقر.

 بالمحصلة: الدول الفقيرة و فقراء العالم هم ضحايا نقص الغذاء و سوء الاستهلاك.

رفيدة يونس أحمد

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار