بعد أن أضحى التجميل مهنة من لاعمل له.. الصحة: معظم مراكزه مخالفة ولجنة ثلاثية لضبطها

العـــــدد 9317

الخميــــــس 21 آذار 2019

ظاهرة الحقن للمواد المالئة تحت اسم عمليات التجميل أصبحت (شغل الما إلو شغلة) .. فكثير من الأطباء باختصاصات مختلفة يمارسون هذه الأعمال دون ترخيص ونسوا اختصاصهم الأساسي لأن عمليات الحقن تلقى رواجاً أكثر من أي عمل آخر .. أضف إلى ذلك فإن بعض صالونات التجميل بدأت تعمل بهذا المجال (كحقن البوتوكس والفيلر والتاتو وغيرها) فهل تملك هذه الصالونات اخصائياً أم أن مثل هذه العمليات أخذت شكلاً عشوائياً كونه لا يوجد أي رقابة على الصالونات والمراكز والعيادات؟! وكيف يمكن ضبط هذه الحالة قبل أن تتحول إلى مرضٍ متفشي في المجتمع؟!
هذا ما سنتابعه في التحقيق التالي:

 


تحايل بالأسماء
صحيفة الوحدة زارت مديرية الصحة في اللاذقية والتقت رئيس دائرة المشافي والمراكز د. فادي الشيخ حسن حيث قال: إن موضوع مزاولة مهنة التجميل من غير المختصين يحتاج تضافر عدة جهود وصلاحيات مديرية الصحة تقتصر فقط على المراكز الطبية أما العيادات فتتبع لنقابة الأطباء وأكد د. حسن أن مركز الدعتور هو المركز الطبي الوحيد المرخص في اللاذقية أما بقية المراكز فهي غير مرخصة طبياً ومخالفة لشروط الترخيص.
لكن بعض المراكز نتحايل على موضوع الترخيص بالتسمية فتغير التسمية بعد المخالفة من مركز إلى عيادة فتتبع بذلك لنقابة الأطباء فلا يكون لمديرية الصحة بذلك أي سلطة عليها… وهناك خطة لتشكيل لجنة ثلاثية تتألف من مديرية الصحة ونقابة الأطباء إضافة لمجلس المدينة لضبط عشوائية العمل بالتجميل لأن صالونات التجميل تعمل الآن في مجال البوتوكس والفيلر والتاتو والليزر والمساحات وغيرها فهذه اللجنة ستعمل على مراقبة المراكز وإغلاقها في حال ثبت تعاملها بمثل هذه الأمور..
فالجهة الوحيدة التي يحق لها العمل في التجميل هم أطباء التجميل والجلدية لكن بعضهم يعمل في هذا المجال ومراقبتهم من عمل نقابة أطباء الأسنان وقد تم مخاطبة الوزارة بهذا الموضوع ولم يأت أي رد منها.. فهذه اللجنة ستقوم بالاستعانة بالنقابات الفرعية على رأسها نقابة طب الأسنان وفي سياق متصل تم مخاطبة المحافظة للقيام بجرد المراكز الطبية وإعطاء معلومات عنها وتم مخاطبة نقابة الأطباء أيضاً لجرد العيادات وبعد ذلك سيتم العمل على جولات روتينية بضبط هذه الظاهرة والأهم من الجولات هي شكاوي المواطنين المتضررين علماً أن حالات كثيرة من المتأذية من هكذا نوع من التجميل لا يقدمون شكاوي لنقص الوعي عندهم.
وأضاف د. حسن أنه سيتم تشكيل هذه اللجنة لأن مديرية الصحة لا يُسمح لها بدخول أي صالون تجميل ومساءلته لأنها ليست الجهة المرخصة فتم التحايل على هذا الموضوع بهذه اللجنة ومن خلالها يتم دخول جميع المراكز والعيادات والصالونات ومراقبتها ولن تتوقف اللجنة عن عملها حتى تضبط العشوائية بالتجميل ونعاقب كل ما يعمل به دون ترخيص ودون خبراء فإغلاق أكثر من مركز سيجعل المراكز الأخرى تشعر بالخوف وبذلك يمكن السيطرة على حالة الفوضى العارمة في الصالونات وسيفرض عقوبات بكل شخص يعمل بالتجميل دون اختصاص.. وفي الفترة الماضية تم اغلاق أكثر من مركز طبي مخالف غير مرخص ولكنهم عادوا وافتتحوا مراكزهم باسم عيادات لذلك فهذه اللجنة ستعالج مثل هذه الحالات أيضاً واختتم د. حسن أنه يجب أن يكون لدى المواطنين وعي لأن مواد والحقن يجب مراقبة صلاحياتها ومنشأها وأي خلل في ذلك تكون نتائجه وخيمة وقريباً ستشهد اللجنة النور وتقوم بعملها بجدية تامة من حيث التوعية والرقابة والعقوبة.
تنظيم على الورق
وللاطلاع على واقع العيادات التقينا نقيب الأطباء في اللاذقية وغسان فندي فقال: هناك قرار تنظيمي صدر عام 2005 حول عمليات التنحيف وإزالة الأشعار والجراحة التجميلية والعلاج الفيزيائي وقد قسم هذا الموضوع على أطباء الجلدية وأطباء الجراحة التجميلية والمعالجين الفيزيائيين أما أطباء الأسنان دخلوا بقرار مشترك بين نقابة أطباء الأسنان ووزارة الصحة لممارسة التجميل وعُقِد مؤتمرات عدة لأطباء الأسنان برعاية وزارة الصحة بما يتعلق بموضوع تجميل الوجه ولكن هذه المؤتمرات كانت للاطلاع.
وليس لمزاولة المهنة… وأضاف فندي أن التجميل غدا فوضة عارمة في السوق فصالونات التجميل أصبحت تتعامل بالحقن وهناك سيدات يقمن بالحقن في المنازل حسب الطلب حتى أن بعض الصالونات تستخدم أجهزة في صالوناتها كالتاتو وغيرها وهذا قانونياً ممنوع ويعاقبون عليه.
فأي مركز تجميلي يجب أن يحوي طبيباً مختصاً وعمليات التنحيف وشد الترهلات والمساجات يجب أن يقوم بها طبيب مختص أو معالج فيزيائي.
لأن هكذا أمور إذا شُغلت بأسلوب خاطئ تؤدي لمضاعفات علاجها ليس بالأمر السهل كما وأكد فندي أن أي عيادة يثبت أنها لا تتقيد بشروط الترخيص يُسحب ترخيصها وتُغلق وأي طبيب يمارس مهنة التجميل ولا يحمل شهادة جلدية أو تجميلية كذلك يعاقب الطبيب وهذا ما ينطبق على المراكز الطبية والتجميلية، فالمشكلة الحقيقية ليست في العيادات وإنما في الصالونات وهذه الصالونات لا تسمح للنقابة بالتدخل في الترخيص ولا مراقبتها من شأن مجلس المدينة أي الجهة المانحة للترخيص لذلك ستشكل لجنة مؤلفة من نقابة الأطباء ومديرية الصحة والمحافظة لمراقبة هذه الفوضى.
وعن المواد المستخدمة أفاد فندي أنه يوجد مواد مسجلة في وزارة الصحة ومواد غير مسجلة وهي مخالفة فيتم سحب هذه المواد ودائرة الرقابة الدوائية في وزارة الصحة مسؤولة عن مراقبتها فتقوم بجولات مستمرة لضبط المواد المهربة وغير المرخصة وتسحبها من السوق، مشيراً إلى أن الوعي هام جداً في حالات التجميل ويساعد عمل اللجنة لأن أي شكوى تقدم اليها ستعمل النقابة لمعالجتها والتحقق منها ومعاقبة الجهة التي تسببت بالضرر.
حد الاغلاق
وللتحقق من ماهية المؤتمرات التي تُقام لأطباء الأسنان التقينا نقيب أطباء الأسنان د. طارق العبد الله فقال: تستخدم البلازما في الطعوم العظيمة وزراعة الأسنان وهو أساسي جداً ويُشكل توفيراً مادياً كبيراً لذلك فمن الضروري إطلاع طبيب الأسنان عليها فقد دخلت أيضاً في الجراحة الفكية والأمراض اللثوية.. ففي البداية كان موضوع التجميل في طب الأسنان منحصر في التيجان الخزفية أما في يومنا هذا فكثير من الناس تطلب تصنيع ابتسامة كاملة فهذا الموضوع له مكملات غير موضوع الأسنان لذلك من الضروري أن يكون طبيب الأسنان على إطلاع عليها حتى يكون لديه تصور مستقبلي للحالي فمحيط الفم يجب أن يكون متناظر مع موضوع عمل الأسنان فالمؤتمرات التي تقام تعطي شهادات حضور وليس ممارسة للمهنة فأي شكوى تقدم عن طبيب أسنان يمارس اختصاص غير اختصاصه يحال الطبيب لمجلس مسلكي لينال العقوبة المناسبة وتتدرج العقوبة لتصل حتى إغلاق العيادة.. وأضاف العبد الله أنه في طب الأسنام هناك اختصاص جراحة وجه وهذا الاختصاص يحق له مزاولة مهنة التجميل فقط بما يتعلق بتجميل الوجه والفكين ويمنح ترخيص لمزاولة مهنته دون أي إشكالية.
رأي الشارع
كما والتقينا أشخاصاً متضررين من مراكز التجميل والعيادات فكانت البداية مع السيدة دعاء حيث تحدثت عن تجربتها قائلة: تعرضت لحروق شمسية في يدي في منطقة الكتف ولم يكن مظهرها يريحني واستخدمت العديد من الكريمات ولم تعطي نتيجة وعندما سمعت عن مركز تجميل فيه مختصة على قولهم توجهت إليه فعرضت علي الخبيرة حقن البلازما وأن هذه البقع لا يزيلها سوى البلازما اقتنعت معها واخذت بحقن أكتافي بهذه المادة حوالي الشهر يومياً طبعاً وبكلفة مادية عالية جداً وفي الفترة الأخيرة من الحقن بدأ مكانها يؤلم بشدة وشعرت بتكتلات بدأت تظهر في أكتافي وتأخذ شكلاً صلباً… تحدثت مع الخبيرة فغيرت نوعية المادة التي تحقنها لي.. ولكن الوضع بدأ يأخذ شكلاً سيئاً جداً من تغير للون الجلد والتكتلات والآلام الكبيرة… ولم تعد تجيب هذه الخبرة بعد أن تفاقم وضعي فتوجهت الى طبيب جراح لمعاينة الحالة حينها حولني فوراً إلى العمليات وفات أن المواد التي دخلت جسدي سيئة جداً ولو أخذت كمية أكبر ولم ألحق نفسي لضرر بتر يدوي لذلك فقام هذا الطبيب بإجراء عمليات لجميع المناطق التي حقنت في وأزال المواد والتقيّحات الناتجة عن الحقن طبعاً مرة على هذه الحالة ثلاثة أعوام وحتى اليوم لا أستطيع الكشف عن كتفي لأنهما مليئان بالندب وغدا مظهرهم أسوأ من ذي قبل لذلك أنصح جميع المواطنين من خلال تجربتي بعدم تسليم نفسهم لمراكز التجميل لأن المستخدمة سيئة والأشخاص الذين يقومون بالحقن ليس لديهم أي خبرة.
السيدة يارا جابر قالت: أنا لست مع عمليات التجميل من حيث الحقن لأن أي مادة غريبة عن الجسم ستسبب له ضرراً قد تكون الجراحة التجميلية أكثر أماناً لأنها لا تحوي مواداً مالئة..
والجراحة قد لا يقوم بها سوى الطبيب المختص «جراحة تجميلية» أما الحقن فنجد صالونات التجميل وأطباء من كافة الاختصاصات يقومون به لذلك من الصعب الثقة سواء بالمواد المحقونة وبالشخص الذي يقوم بالحقن فعلى الجهات المعنية مراقبة هذه الحالة وضبطها.
السيدة ميساء شريبا قالت: انتشر التجميل بشكل كبير فبدل أن يكون التجميل للوجه أصبح مخيفاً فحتى نرى مناظر تقشّعر لها الأبدان فالفتاة قد ينفجر وجهها في أي لحظة من كثرة الحقن فهل يعرف الناس مضار هذه المواد وكيف ان كانت في المكان الخاطئ أي في مكان غير مخصص للتجميل والحقن مرض أشخاص يسمون أنفسهم خبراء تجميل وهم في الحقيقة لا يعرقون شيئاً عن التجميل ونلاحظ أي رقابة على الصالونات والعيادات لذلك يتفشى الأمر بشكل كبير كونه لا يوجد محاسبة.
السيدة منال قالت: عملية الحقن تحتاج الثقة بالمواد وبالطبيب أو المختص لأن المواد تشكل مشاكل كثيرة في الجسم خاصة إن لم تكن نظامية.. فالثقة موجودة بالطبيب المختص أما المراكز التجميلية فتعاملها بهذه المواد أمر خطير جداً..
السيدة أحلام قالت: يجب أن تخضع مراكز التجميل للرقابة فغياب الرقابة شكلت عشوائية كبيرة وأصبح الجميع يتعامل بها وهم لا يفهمون شيئاً بالتجميل ولا الحقن وسببت مضاعفات كثيرة سواء خراجات والتهابات وتشوهات لذلك من الضروري مراقبة المراكز بسرعة كبيرة.

بتول حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار