تيم قره علي الحائز على المركز الأول بماراثون القراءة..المسابقة سبيل للمساهمة بتعزيز روح التنــافس والاطــلاع على الحضارات

العدد: 9317

21-3-2019

 

تتنوع الفعاليات والنشاطات التي تهدف إلى احتواء البراعم الفتية والشابة لتثمر إبداعات وعناوين فرح، تعلمهم أنشطة ومهارات متنوعة في مجالات شتى وتستقبل مواهبهم بكثير من الاهتمام لتكون الحضن الحاني الذي يضمهم كما الأشجار المثمرة التي تبقى في حالة عطاء دائم، ففي إطار التعاون المثمر والبنّاء بين وزارة التربية ومنظمة اتحاد شبيبة الثورة وتتويجاً لشعار – القراءة حجر أساس في إعمار الإنسان – كان تكريم التلاميذ المشاركين الذين تمكّنوا من الفوز بمسابقة ماراثون القراءة، ممن ترشحوا إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من المسابقة وهم المشاركون الفائزون من كل محافظة حيث جرى تحديد الفائزين على المستوى المركزي من قبل لجنة تقييم متخصصة ضمت ممثلاً عن قيادة اتحاد شبيبة الثورة والتوجيه الاختصاصي لمادة اللغة العربية ومندوباً من وزارة الثقافة ومن اتحاد الكتاب العرب.


ولقاء – واحة الطفولة – لهذا العدد مع الصديق تيم علي قره علي من الصف التاسع في مدرسة الشهيد زهير نعنوع – زغرين، الحائز على المركز الأول في هذه المسابقة على مستوى القطر وهو ممن يترجمون الحماسة والاندفاع للمشاركة بهذا النوع من المسابقات حيث قال: إنها من المسابقات الهامة والتي تأتي تماشياً مع الحاجة الماسة للقراءة وانطلاقاً من الفائدة المعرفية التي تحققها فهي سبيل للمساهمة بتنمية التفكير وتعزيز روح التنافس والاطلاع على تجارب الكتاب المختلفة.

وعن جو المسابقة قال تيم: كنا مجموعة من المشاركين الذين تنافسوا بداية على مستوى الروابط الشبيبية، حيث نلت المركز الأول في المرحلة الأولى التي كانت على مستوى رابطة الشهيد منير معروف ثم المركز الأول في المرحلة الثانية على مستوى فرع اتحاد شبيبة الثورة في اللاذقية وذلك من خلال قراءة مجموعة من القصص والروايات ومناقشة فكرتها مع لجنة تحكيم مؤلفة من السادة: عبد الكريم شعبان – اتحاد الكتاب العرب، ود. مازن عثمان – لغة عربية، وأماني علي رئيسة مكتب الإعداد والتدريب بالفرع، وكذلك حصلت على المركز الأول في المرحلة الثالثة على مستوى القطر في الاختبارات النهائية للمسابقة التي تضمنت سبراً للطلاب المشاركين من قبل لجنة متخصصة من قيادة اتحاد شبيبة الثورة ووزارتي التربية والثقافة حول الكتب المقروءة ومدى ما حققته هذه القراءة من تطوير لمعارفهم ومداركهم وقياس مدى استيعاب الطالب لما قرأه وبديهته في الرد على الأسئلة إضافة إلى أسلوبه في الحوار وإجادته للغة العربية وفنونها المختلفة، وقد تم التكريم في المركز الثقافي في مصياف للأوائل في مسابقة ماراثون القراءة للمطالعة الحرة ٢٠١٨ وكانت الجائزة عبارة عن جهاز لوحي وشهادة تقدير.
وعن هوايته قال تيم: بدأت هواية المطالعة منذ كنت صغيراً حيث قرأت العديد من القصص القصيرة واشتركت في قراءة مجلة شهرية ومع السنوات قرأت أول عمل روائي في سن الحادية عشرة وكانت رواية – الأسود يليق بك – ثم بدأت بقراءة أعمال عالمية مثل: البؤساء ومسرحيات شكسبير وقصة مدينتين وروايات أجاتا كريستي، وأغلب الكتب كانت من مشتريات أسرتي من المكتبات، بالإضافة إلى استعارة القليل منها من المركز الثقافي ومكتبة المدرسة فكانت الحصيلة (١٥٠) كتاباً، حيث قرأت العديد من الكتب العلمية والتاريخية حتى السياسية إضافة إلى كتب عن علم النفس لكن الغالبية كانت من الروايات، وروايتي المفضلة هي – فوضى الحواس – للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي بسبب مناقشتها الساخرة للأمور السياسية وأسلوبها الانسيابي، وتماثلها رواية (مزرعة الحيوان) للكاتب البريطاني جورج أوريل، كما تجذبني كتابات باولو كويلو وجبران خليل جبران، فالقراءة تعطي ذخيرة ثقافية تساعد الطالب على فهم مواضيع المنهاج الدراسي في مختلف المواد كما تساعده في كتابة الموضوعات الإنشائية، فعلى الرغم من انهماكي في القراءة فإنني مثابر أيضاً على تفوقي الدراسي، أما اهتماماتي الأخرى، فأنا أهوى الاستماع للموسيقا حيث أعشق الموسيقا الكلاسيکية وغناء الأوبرا إضافة إلى الاستماع لأغاني السيدة فيروز.
وعن التكريم وأهميته قال تيم: للتكريم مكانة خاصة في النفس إذ يشعر المرء أنه قد جنى ثمار تعبه وفي نفس الوقت يشجع الآخرين ويحفزهم على الإبداع لينهضوا نحو تحقيق أهدافهم، وللأسرة الدور الأكثر أهمية في رعاية المواهب حيث أنها تستطيع من خلال اهتمامها أن تنمي القدرات لدى الأبناء وتساندهم مادياً بالكتب وبالناحية الأهم ألا وهي الدعم المعنوي المحفز.
وفي نهاية حديثه قدم تيم الشكر للقائمين على المسابقة منوهاً بالفائدة الثقافية التي حققها من قراءة الكتب العلمية والأدبية ومساهمتها في تنمية مداركه ومعارفه، وكذلك تقدم بالشكر لجريدة الوحدة التي ألقت الضوء على موهبته وتميزه في هذا المجال الهام لدى جيل الشباب.
أخيراً: تساؤلات كثيرة تطرح نفسها عن أهمية القراءة بين جيلي الطفولة والشباب في وقتنا الراهن وهل هي في حالة تراجع أمام معطيات العصر وتعدد وسائل الاتصال؟ لتأتي مبادرة منظمة اتحاد شبيبة الثورة بإطلاق ماراثون القراءة كمساهمة فعّالة لتقوية هذه الصلة مع الكتاب وذلك من خلال تشجيع التلاميذ على القراءة لتحقيق الغاية التربوية التي تجعل من تغذية العقول السبيل الوحيد الذي يمكن الفرد في المجتمع من أن يحيا الحياة كما ينبغي أن يحياها بفاعلية وعطاء، وبذلك نوجه رسالة للآخرين نحض فيها على القراءة لأنه بالقراءة والمعرفة تتسع العقول، وتسمو النفس ونأمل بأن تصبح هذه المسابقة تقليداً سنوياً يمهد لثقافة راسخة تعتمد في أولى مهامها تعميم مثل هذه المبادرات الهادفة.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار