الوحدة : 20-1-2022
برعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة، وبإشراف مديرية المسارح والموسيقا يقدم مهرجان مسرح الطفل عروضاً مسرحية وسينمائية في دار الأسد باللاذقية، توالت على مدى أيام العطلة الانتصافية بأعمال عديدة كان منها العرض المسرحي (القرش ومملكة البحر ) الذي تم عرضه يوم أمس الأربعاء والذي يحكي ويغوص في عالم البحار بما يحمله من مفاهيم تتحرك ضمن عوالم الخير والشر الذي يقارب أعراف اليابسة بأناسها الذين يتداولونها، هذا العرض يبحر مع هذه المواقف ضمن حكائية تقارب عقل الطفل وما يعايشه من تجارب وأحداث ذاتية شخصية ومحلية، قدم هذا العرض مجموعة من الأطفال من مركز تدريب فنون الأداء للأطفال واليافعين الذي يشرف عليه هاشم غزال ورغداء جديد، وبلغ عدد الأطفال المشاركين بهذا العمل ١٤ طفلاً من مختلف الأعمار قدموا عرضاً بأداء متميز ولافت، بعيد عن التصنع والتكلف ضمن إدارة لمقولة تحاول أن ترقى لمستوى الجدلية الفكرية التي يعيشها الطفل عموماً والسوري خصوصاً. قام بإعداد العمل وإخراجه الفنانة المسرحية رغداء جديد والديكور وتصميم الإضاءة للمسرحي ومدير المركز هاشم غزال، أما تنفيذ الإضاءة قامت به وفاء غزال.
حول هذا العمل والجهود المبذولة في إتمامه كان لنا حوار جانبي مع معدة العمل ومخرجته رغداء جديد التي قالت لنا: “العرض مبنٍ على فرضيات استنبطناها من خلال جلسات التدريب التي كنا نقوم بها في مركزنا، من خلال استعراض المواقف التي يمر بها ويتصرفها الإنسان مع الآخرين ضمن محيطه من الأسرة والمدرسة والأصدقاء ومختلف الظروف التي قد نتعرض لها سواء سلبية أم إيجابية، وكنا نتناول دائماً ونبحث عن شيء غير الذي استهلك بطروحاته، محتوى جديد يطرح على خشبة المسرح يناقش مفهومي الخير والشر والدوائر المتداخلة التي تتفاعل معهما، ومن خلال هذين المفهومين المتلازمين ولدت فكرة تناولهما من خلال مملكة البحار ليكون شيئاً غريباً وجديداً مع محاولتنا أن نماثله ونقاربه لعالم اليابسة، لذلك كانت هذه الفرضيات التي تعتمد على الخيال الذي يحاكي المواضيع المطروحة.
*- ضمن الظروف القاسية والمؤلمة للسوريين يرافقه هذا الطقس المثلج، وهذا الحضور الكثيف، كيف ترينه؟
– هذا الحضور يترك أثراً جميلاً بداخلنا أنه رغم الظروف القاهرة التي نمر بها مازال نبض الحياة الجميل في داخلنا، وما زالت هناك فسحة أمل يعطيها الطفل، الأسر التي رافقت أبناءها اليوم تؤمن بعقل أطفالها المتميز لبناء المستقبل المأمول الذي ننشده كأهل ومواطنين، ونحن معهم نقوم بنفس المجهود لنجعل هذه الأجيال في دائرة الفكر والبحث والمعرفة ضمن ضجيج المفاهيم الاستهلاكية التي تطغى، وأنا من المتعصبين جداً للطفل السوري لأنه يملك ملكات الإبداع والتميز.
*- المسرح مرآة الواقع، هل يرقى مسرح الطفل السوري إلى واقعه؟
– لا للأسف وأنا أحمل للمسؤولين عن هذا الأمر لمراقبة النصوص المعروضة وتقييمها بشكل أفضل، وإن كنا نتعامل مع مسرح الطفل من فكرة إخراجه من واقعه والذهاب به إلى عوالم الخيال، لأن المسرح لعبة تدور أحداثها ضمن حبكة درامية تطرح قيمتها الفكرية وهدفها المأمول والمرتجى، الطفل السوري كائن ذكي جداً لأنه يحمل آفاقاً مضيئة بمقدرات هائلة .
سلمى حلوم