خاطرة

الوحدة : 24-12-2021

 أخذ.. كل منهما مكانه.. حول الطاولة المستديرة.. وأخذ البحر بقميصه الأزرق مكانه في عمق اللوحة المعلقة على الجدار الخلفي للمكان.. قالت: – مارأيك بالقصيدة التي نشرتها مساء أمس.؟ قال: جميلة.. قالت: كيف تحكم على جمالية القصيدة.. أعني.. هل هناك معايير لديك لتقييم نص أدبي أو قصيدة..؟ قال مبتسماً.. لاشك في أن لدي معايير خاصة وأهمها.. منسوب الإحساس بالجمال الذي يثيره في أعماقي هذا النص أو ذاك.. ثم أن هناك معيار آخر ببعد شخصي.. قالت: ما هو.؟ قال: بما أن كل ما تكتبينه يشبهك.. وبما أنكِ كتلة من الجمال والإحساس الراقي بالكلمة والأشياء.. فبدهي أن يكون ما تكتبينه جميلاً.. كلماتنا تشبهنا.. ما رأيك..؟ ابتسمت وقد شعرت أنها وقعت في مطب عشقي مباغت.. ذبلت عيناها بدلع أنثوي.. وشردت جهات الفضاء الأزرق الذي كان يشكل الإطار الكلي للوحة الجدارية المعلقة قبالة الزمان والمكان اللذين فقدا كل الحدود والفواصل التي تباعد بينهما.! كانت تريد أن تقول له شكراً.. لكنها لم تفعل.. أشعلت سيجارة.. وراحت ترقب دخانها الذي شرع يرسم دوائر صغيرة سرعان ما تتلاشى في الفضاء الملبد بالسحاب.. واحتمالات المطر.!

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار