تأثير الكورونا على الآداب… محاضرة ثقافية في ثقافي الحفة

الوحدة : 17-12-2021

قدم الكاتب والروائي صفوان إبراهيم محاضرة ثقافية بعنوان تأثير كورونا على الآداب، أشار خلالها أنه لزمن طويل قبل انتشار كورونا كان موضوع الوباء تقليداً أدبياً مثبوتاً في التاريخ الأدبي، وكثيراً من القصص والروايات والقصائد ولدت من رحم المعاناة الإنسانية وأيقظ تفشي جائحة كورونا ذكريات العالم حول الأوبئة القديمة، مشيراً بأن الكتابة مسرح الخيال وهما عاشقان شغفا في بعضهما أشد الشغف إذ أنها من دونه تبدو سطحية باهتة ومن دونها يسقط الخيال في مهاوي النسيان والردى والزوال، وأشار صفوان إبراهيم أن فئة من الكتاب والأدباء والفنانين استطاعوا تقبل الأزمات الوبائية الرهيبة على مر التاريخ أكثر مما استطاع فعل ذلك رجال الاقتصاد أو السياسة، مبيناً بأن الآداب لم تستسلم ولم تتنازل لأزمة الكورونا كعادتها في مقاومة كل الأزمات الوبائية القديمة وإن كان البعض من الكتاب قد استسلموا ظاهرياً فألقوا أقلامهم من هول الواقع الذي لم يستطيعوا استيعابه وقد خطف الكورونا الكثير من أصدقائهم الذين تابعوا حياتهم في الندوات والمحاضرات الثقافية، ولفت إلى أنه يمكن تصنيف الأدباء إل  ثلاثة أصناف:

المستسلمون أو الانهزاميون ونسبتهم قليلة وهم بالعادة من الكتاب السطحيين والبسيطين الذين يتوهمون مع كل أزمة باقتراب النهاية الحتمية، والواقعيون فنسبتهم هي الأكبر وأولئك يتحدون الواقع في وصفه وصفاً دقيقاً وقد يتحول البعض منهم إلى مغامرين فيزجون بأنفسهم في قلب الأزمة ليكون وصفهم شمولياً، أما الخياليون الذين أطلق عليهم لقب العباقرة إذ يتخيلون الواقع بعد الأزمة من قبل الوصول إلى نهايتها وفي حالات نادرة جداً يتخيلون حدوثها قبل الوقوع، وأضاف إبراهيم أنه كروائي شكلت أزمة كورونا بالنسبة لي نقطة تحول دراماتيكي إذا ما استثنيت تأثيرها المادي وهنا أتحدث على المستوى الأدبي الإبداعي، فقد هيأ لي الحجر الصحي فرصة للحصول على الصفاء الذهني، فأبعدت نفسي عن أخبار الكورونا التي اجتاحت الأسماع وأرهبت القلوب وشوهت الآذان، فاستثمرت وقتي مؤلفاً مشروعاً روائياً استخدمت فيه عنصري الكورونا والحجر المفروض بشكل مباشر متخيلاً الأحداث بنصف تخيل (خيال ممزوج مع الواقع) ورواية  (حرب الرقيمات- حكاية لزمن الكورونا) وما لبثت بعد تفاقم الوباء واجتياحه للدول أجمع كتابة رواية لغة التواصل بين أبطالها ليس عبر التواصل الافتراضي وإنما عبر التواصل الروحاني الذي يتعدى الأزمنة والأمكنة وأطلقت عليها عنوانين الأول (جنة بلاد الله) والثانية (نداء الأرواح) لأؤكد للناس بأن البشرية تستطيع التغلب عل كل ما من شأنه تفريقهم طالما يمتلكون قلوباً صافية ولهذه القلوب أرواح باستطاعتها التجوال في رحاب الكون أجمع وليس في الأرض.

 داليا حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار