الوحدة : 10-12-2021
تعددت النظريات التربوية والاجتماعية التي أحاطت بطبيعة الذكاء ومصدره عند الأطفال وتوزعت نتائجها في تحديد مصدره بين الفطرة والاكتساب وتداخل مجموعة من العوامل المتنوعة كشرط أساسي في امتلاك هذا النوع من المهارات والقدرات عند الأطفال، وتبرز نظرية الذكاءات المتعددة كواحدة من أهم هذه النظريات المفيدة في معرفة أساليب التعلم والتربية للطفل، إذ أنه – وبحسب هذه النظرية- لا يوجد طفل غبي، وهذه قاعدة أساسية يجب على كل أب وأم أن يضعوها في اعتبارهم، حيث أثبتت جميع الأبحاث العلمية أن جميع الأشخاص أذكياء حتى يصلوا إلى السادسة من عمرهم، البعض يحتفظ بذكائه بل ربما يزيد بعد ذلك، والبعض الآخر يقل مستوى ذكائه، ويرجع ذلك إلى الكثير من العوامل مثل التربية والتعليم وطريقة تعامل الأهل مع أطفالهم فلكل طفل قدراته وموهبته الخاصة في التعلم، ويعد اكتشاف تلك القدرات بمثابة قطع شوط كبير في التواصل والتعلم وتكوين شخصية الطفل.
وتتلخص نظرية الذكاءات المتعددة التي وضعها عالم النفس الأمريكي هاورد غاردنر، في أن الطفل لديه كثير من مناطق القوة والضعف، وهي تتفاوت وتختلف من طفل لآخر فهو يملك كافة أنواع الذكاء ولكن بنسب مختلفة, وتعتمد نظرية الذكاءات المتعددة على الأسلوب التربوي في المقام الأول، فالفرضية الرئيسية في تلك النظرية أن الأطفال يولدون أذكياء بالفطرة، ولكن هناك جوانب يكون الطفل فيها أقوى من جوانب أخرى، لذلك فإنه من الضروري أن تكون التربية هي العامل الأكبر المتحكم في تلك الفرضية، فمن خلال التربية السليمة يقوم الأهل بتقوية الجوانب التي يعد ذكاء الطفل فيها ضعيفاً، والتركيز على الجوانب القوية بالفعل لتصبح أقوى.
أما أنواع الذكاء التي حددها غاردنر في نظريته فيمكن إيجازها بالمجالات الآتية:
– الذكاء المنطقي أو الرياضي: الطفل الذي يمتلك هذا النوع من الذكاء يفكر بمنطقية دون استخدام المشاعر و لديه القدرة على حل المشكلات بسرعة وبأسلوب غير تقليدي.
– الذكاء اللغوي: يمثل قدرة الطفل على استخدام الكلام ومعناه في مكانه ويسهل تعليمه لغة أخرى أو عدة لغات على حسب استيعاب الطفل.
– الذكاء البصري: ويعني قدرة الطفل على تخيل الألوان والأشكال، ويكون لديه حس خيالي عالٍ، وقدرة على خلق عالم افتراضي من حوله.
– الذكاء الموسيقي: ينطبق ذلك على الطفل الذي لديه قدرات خاصة في سماع الأصوات والتمييز بينها بدقة فائقة، سواء الأصوات الموسيقية، أو صوت الأشخاص..
– الذكاء البدني: الطفل الذي يمتلك هذا النوع من الذكاء يكون بارعاً في حركات الجسم وأفعاله فهو في نشاط مستمر وحركة وينجذب نحو الرياضة والأنشطة الجسمية.
– الذكاء الاجتماعي: يتميز الطفل بهذا النوع من الذكاء بسرعة تكوين الصداقة والتواصل مع الآخرين ويملك القدرة على التعاون والعمل الجماعي، فتتكون لديه مهارات قيادية.
– الذكاء الذاتي: يواجه هذا النوع بعض المشاكل في الاندماج مع أقرانه، فهو يستمتع بالوحدة، ويستطيع التعلم من أخطائه بسهولة، وتطوير تصرفاته.
– الذكاء الطبيعي: يمتلك معظم الأطفال هذا النوع من الذكاء فنجدهم يهتمون بالطبيعة وكل ما حولهم ويحبون التواجد باستمرار فيها.
وتلخص نظرية الذكاءات المتعددة نتائجها بالقول: إن لكل طفل درجة ذكاء تختلف عن غيره، لذلك يجب عدم التسرع في الحكم على درجة ذكاء الأطفال، فلكل طفل قدرات متنوعة، وهذا ما يعطي الحياة ثراءً ونمواً وتطوراً وتفاعلاً وتكاملاً، حيث أن لكل طفل مهاراته وموهبته الخاصة في التعلم وتختلف نسبة ذكاء الأطفال فيما بينهم، ومن المهم معرفة نوع الذكاء الذي يتمتعون به، وتتبع علامات الذكاء عندهم من أجل التعرف على قدراتهم الشخصية والفروق الفردية بينهم، وتنمية هذه القدرات وتوجيهها في مكانها الصحيح.
فدوى مقوص