الوحدة : 3-12-2021
عبير غاني الحائك، شابّةٌ في مطلع العشرينات، طالبةٌ في السّنة الثالثة في كلية الهمك- قسم الطاقة.. رغم صغر سنّها وتواضع تجربتها الأدبية التي ماتزال تخطّ سطورها الأولى، إلا أنّها تنمّ عن موهبةٍ تخفي بين أناملها براعم إبداعية، تستحقّ أن نفرد لها مساحةً من الضّوء..
عن تجربتها وبداياتها تقول عبير:
عشقتُ الشّعر منذ الطفولة، فقد كان شغفي الأوّل حفظ القصائد، بدأتُ الكتابة في الخامسة عشر من عمري، حاولت جاهدةً تطوير ذاتي بالرّغم من تردّدي الدائم وفقداني لثقتي بنفسي، لكنّ دعم أهلي وأصدقائي كان دوماً يزيد من عزيمتي ويرمّم التصدّع المستوطن في شجاعتي.
وتتابع: كتبتُ عشرات القصائد والمقالات متأثّرةً بجميع الظّروف، لم أكن متمسّكةً بغرضٍ معيّن، فمرّات كنت أنثر الغزل وأخرى الرثاء..
ومن كتاباتها الشعريّة نقتطف هذا المقطع:
الحزنُ في عينيكَ يمزّقُ ابتهالاتي
ينعي سعادتي يكبتُ كلّ نداءاتي
أنصفيني يا حروفي وانسجي كتباً
عن الألمِ، عن المواساةِ
تنامُ الليالي على جروح الأيامِ
وتتوسّد جبلاً من المعاناةِ
فاضتِ الدّموعُ من قلبي
قبلَ أن تظهرَ في عينيّ عَبراتي
الليلُ يبكي مطراً من ألمٍ
و ألمُ قلبكَ أظلمَ سماواتي
إنكَ بروحي طيفٌ أناجيهِ
برغمِ البعدِ ، برغمِ المسافاتِ
وعن تجربتها مع الكتابة الرّوائية تتحدّث عبير: في السّنة الدّراسية الأولى أنهيت روايتي الأولى تحت عنوان (عزلة الحروف)، لكنّها ظلّت متخفّيةً بين الأوراق والدّفاتر، إلى أن جاءت روايتي الثّانية كتعبيرٍ عن مشاعر الحزن والأسى، إذ تروي قصّة امرأةٍ تعاني العقم سنواتٍ طويلة، وحملت الرّواية عنوان (رياح اليأس).
وها أنا اليوم بصدد إنهاء روايتي الثالثة لكنّها ستكون الأولى في مسيرتي الأدبية وآمل أن تبصر النّور قريباً، ومنها نقتطف الآتي:
عيناكَ قُبلتانِ على أهدابِ النّجومِ ، قناديلُ مرصّعةٌ بحبّاتِ المطر، شهبٌ تعانق ليالي السّمر، أنشودةٌ تملأُ أفواهَ الصّغار، ألحانٌ تعزفها شمسُ النّهار، قطراتُ غيثٍ تبكيها الغيوم، مزارعُ أملٍ تحصدها الهموم، لوصفكَ أحتاجُ آلافَ اللغات، أن أُبحرَ في غياهبِ الجمالِ سنوات، حتى أكتبكَ تراتيلَ حبِّ تغنّيها السّماء وتراقصها لآلئُ القمرِ عندَ المساء، تنسجها كلماتٌ من عطرِ الحياء، كعبيرِ التّرابِ في فصلِ الشّتاء.
ريم جبيلي