جهات الوجع الخمس!

الوحدة:29-11-2021

أن تكون على كلّ هذا الإيمان بمن تحبّ، رفيقاً، أو خليلاً، أو وطناً، ولا يعطيك مَن تحبّ ولو تبريراً واحداً لمحبتك له، ومع هذا تصرّ على الحبّ، فأنت في حالة ولهٍ غير مسبوقة..
أن تعطي حبيبك كلّ شيء، وتراه بشكل أو بآخر يستخفّ بما تبذله، ومع هذا لا تقبل بأيّ حبّ بديل، فأنت أمام استنتاجين: إمّا أنّك مصرّ ألا ترى وألا تغيّر قناعتك، وإمّا أنت بأمسّ الحاجة لمراجعة طبيب نفسانيّ!
نجرّد أنفسنا عن حبّ الأشخاص، وعن كرههم، ونستلقي في حضن وطنٍ لم نرَ أفقاً أرحب منه لكلّ حبّنا، وطن عزّ على الطامعين، وبذلنا دون ذلك دماء طاهرة دفاعاً عنه، دفاعاً عن كلّ ذرة تراب كانت أغلى من الروح والولد… هذا الوطن، سيّدنا، ومرسى كلّ أحلامنا، نثق أنّه قادرٌ على إسعادنا، ومبادلتنا الحبّ أضعافاً مضاعفة، لكنّ في هذا الوطن بعضاً ممن يرفضون أن يستعيد جماله في أرواحنا، ويرفضون أن يتعافى، لأنّ مصالحهم الشخصية ستُقتل، وسيعودون إلى حيث كانوا، على هامش النور، وعلى هامش الأخلاق، وعلى هامش الحياة…
واجبنا أن نعيدهم، بل أن نجتثّهم، فـ (الدمّلة) التي أوجعتنا سنيّ الحرب الإرهابية علينا آن أن تُفقأ، وأن نتخلّص منها…
نرفض أن نكون عبئاً على الحياة، بنفس درجة رفض أن يكون هناك من يصعّب علينا هذه الحياة..
وجع باختصار: مدرّس تربية رياضية، أصيب بـ (كورونا) وهو مريض سكريّ، بُترت قدمه، وقدّم طلب تفريغ، فأحيل مع طلبه من مديرية تربية طرطوس إلى وزارة التربية للكشف عليه، لعلّ يمثّل شخصية في فيلم، وتمّت الموافقة له من قبل وزارة التربية، لكن مديرية تربية طرطوس عجزت حتى الآن عن تفريغه في المدرسة التي كان فيها بحجة عدم وجود شاغر! عشرات المفرغين في كلّ مدرسة دون أي مبرر لتفريغهم، فكيف سيقوم هذا المدرّس التي بُترت قدمه بالقيام بحصّة تربية رياضية..

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار