د. محمد إسماعيل بصل رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية: غايتنا.. تكريــــــــس ظاهرة تكريم المســـــتحقين في حيـاتهم
الوحدة : 14-10-2021
لطالما كان الشّاعر أو الروائي أو الفنّان التشكيلي – على مرّ العصور – رمزاً من الرموز المقدسة للمجتمعات، حتى أن تاريخ الأمم يمكن أن يُلخّص في أحيان كثيرة من خلال المبدعين الكبار، لكن الملاحظ حالياً أن الاهتمام بالمبدع بعد رحيله – بات يعدّ سمةٌ سائدة في المشاهد الفنية والأدبية وحتى الرياضية وغيرها من مجالات الإبداع الإنساني – من خلال التسابق لتكريم المبدعين بعد رحيلهم والاحتفاء بهم وتسمية الفعاليات والأماكن بأسمائهم ونشر إبداعاتهم مجدداً.
فلماذا لا يكرّم المبدع أثناء حياته، ولا يتحقق الاهتمام به من قبل مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني إلا بعد رحيله؟ وما دور وزارة الثقافة في هذا الشأن؟ أسئلة طرحتها – جريدة الوحدة – على الدكتور محمد إسماعيل بصل، رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية، فكانت هذه الرؤى والإجابات :
يعد تكريم المبدع بعد وفاته بمثابة ظاهرة متأصلة في المشهد الثقافي، هل يعزى ذلك إلى غياب الخطط الثقافية، إضافة لجملة من الأسباب الأخرى … حبذا لو تعطينا لمحة عن ذلك؟
– في الحقيقة إن هذه الظاهرة – إن صحت هذه التسمية – ليست حكراً على المشهد الثقافي، بل تتعداه إلى مشاهد أخرى وكثيرة، ولعلها متأصلة فعلاً في تلك المشاهد، أما في المشهد الثقافي فلا أظن أنها كذلك، والدليل أنه كان ثمة تكريمات كثيرة في السنوات الأخيرة قام بها اتحاد الكتاب العرب، ووزارة الثقافة، ووزارة الإعلام، ناهيك عما قامت به وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية. أما فيما يتعلق بالتكريم الذي أنجزه اتحاد الكتاب العرب في الآونة الأخيرة فيكفي أن نذكر مثالاً نشير فيه إلى التكريم الذي قام به فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية عام/ ٢٠٢٠ / ، إذ تمّ تكريم أكثر من ثلاثين عضواً من أعضاء الاتحاد وجميعهم على قيد الحياة – أطال الله بقاءهم – وكان لهم مساهمات مهمة ومميزة في مجال نشر الثقافة والأدب والفكر في محافظة اللاذقية. صحيح أن تكريم المبدع بعد وفاته كان ومايزال مثار جدالات وتساؤلات ولكن كما يقال: وصولك متأخراً خير من ألا تصل أبداً، وتدارك هذا الأمر بات هاجس الجميع.. والجميع يعمل من أجل تصحيح المسار، إقامة مثل هذه الأنشطة قبل فوات الأوان حتى يعيش المبدع المكرم تكريمه بين أقرانه ومع جمهوره الذي يسعده كثيراً أن يشاهد كاتبه المفضل في حفل التكريم الذي أقيم له أساساً . – لماذا لا يكرّم المبدع أثناء حياته، ولا يتحقق الاهتمام به من قبل مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني إلا بعد رحيله؟
كما قلنا سابقاً يجب على المؤسسات المعنية الثقافية وغيرها أن تبذل قصارى جهدها من أجل تكريس ظاهرة تكريم المستحقين في حياتهم، فالتكريم بعد رحيل المكرم سيأتي بارداً خاوياً لا روح فيه، وليس من أحد يمكن أن يبث فيه الروح سوى صاحبه، لذلك أؤكد على هذا الأمر لإيماني المطلق بأهميته ويكفي أن أذكر في هذا السياق – على سبيل المثال لا الحصر – تكريمي للطلبة المتفوقين وللموظف المثالي عندما كنت عميداً لكلية الآداب بجامعة تشرين . وسوف أسعى وبشغف كبير من خلال موقعي رئيساً لفرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية لتكريم جميع من يستحق هذا التكريم وأسعد بتلك اللحظات الاستثنائية مع المكرمين أنفسهم . – ما دور وزارة الثقافة – والهيئات التي تُعنى بالأدب – في هذا الشأن؟ – لوزارة الثقافة دور كبير في هذا الأمر وهي ضالعة به، وليس من زمن طويل كرمت السيدة الوزيرة لبانة مشوح المبدعين حسن .م . يوسف وإسماعيل خلف ومحمد رامز حاج حسين وأيمن زيدان وغيرهم، كما قامت بتكريم الموظف ناصيف الياس لبلوغه السن القانوني و لخدماته التي قدمها عبر سنوات في وزارة الثقافة. – برأيكم كيف يمكن تلافي هذا النوع من التقصير بحق من يمثلون رموزاً للثقافة والحضارة في المجتمع ؟ كما تلاحظين – ثمة تكريمات كثيرة تقام ولكن معك حق أن تتساءلي حول ظاهرة التكريم وتأخر إقامتها بعد أن يرحل المكرم ذاته.. و في هذا ربما تقصير في الترويج والإعلان اللذين أوليهما اهتماماً خاصاً وأعدهما دعامتين أساسيتين لكل عمل، ولا يكفي في الحقيقة ما ننشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولا ما نفعله خلال أنشطتنا في دور الثقافة، و هنا يأتي دور الإعلام.. دوركم للإضاءة على هذه الأعمال حتى لا نبقى حبيسي معلومات سابقة جرى تعديلها و تحديثها و تطويرها.
ريم ديب