أسرة الإخاء السورية في اللاذقية تطوّر دائم لمهارات العناية الذاتية للتوصل إلى الاستقلالية

العدد: 9314

18-3-2019

منذ عام 1978 وجمعية أسرة الإخاء السوريّة في اللاذقية تسير بخطوات ثابتة إلى الأمام محققة قفزات كبيرة ونوعية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة (أطفال الشلل الدماغي، ومتلازمة دوان)، فكانت عبر أربعة عقود واحدة من أهم الجمعيّات الأهليّة التي تمدّ يد العون من دون شروط لتخفيف العبء عن هؤلاء الأطفال وعن أسرهم لأبعد الحدود، ونحن هنا إذْ نسلّط الضوء على هذه الجمعية لإيماناً منّا بأهميّة الدعم المعنوي الذي يجب أن تلاقيه كلّ جهود المجتمع المدني من الإعلام ليكون هناك شراكة حقيقية، لما له خير الإنسان والإنسانية، فيما يلي زيادة لمركز متلازمة داون في أسرة الإخاء، للتعريف أكثر بالخدمات الكبيرة والخيّرة التي تُقدّمْ من خلال لقاء مع السيد نبيل ديب عضو مجلس إدارة أسرة الإخاء السورية في اللاذقية:
* بدايةً، ماذا عن المراكز التابعة للجمعية؟ ولمحة سريعة عن الخدمات التي تقدّمها هذه المراكز؟
** هناك مركز الشلل الدماغي الذي تأسس عام2000م، ومركز متلازمة داون الذي تأسس عام 2007م.ويتمّ يومياً استقبال الأطفال بهدف تقديم خدمات التربية التقويمية المختصة لهؤلاء الأطفال وذلك من خلال التقويم النمائي والتربوي والنفسي، والعمل على تقديم الخدمات التربوية والعلاجية الملائمة لتطوير أدائهم الشخصي والاجتماعي، كما نقوم بتطوير مهارات العناية الذاتية والحياة اليومية للتوصل إلى الحدّ الأقصى من الاستقلالية وبناء علاقات تشاركية مع الأهل وتقديم الدعم اللازم للأطفال وللأهل من خلال برامج تدريبية تعليمية.
* ليس مديحاً ولكن الجمعية تسير قدماً منذ تأسيسها ولغاية اليوم حتى خلال الأزمة، وهي من الجمعيات الخدمية ماذا عن ذلك؟
** أسرة الإخاء السورية من أوائل الجمعيات الأهلية بمحافظة اللاذقية تأسست عام 1978 تحت شعار مميز، لا تزال لغاية اليوم تحافظ عليه وهو (من أنت هذا لا يعنيني، أنت تتألم هذا يكفي، تعال سوية نحو الابتسامة والشفاء بالمحبة نحقق المعجزات) البداية كانت بمعالجات طبية ثم إنشاء مراكز متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة مركز الشلل الدماغي عام 2000 ومركز متلازمة الدوان عام 2007 بالإضافة أن نادي الطفولة السعيدة.
وخلال الأزمة استطاعت أسرة الإخاء أن تقدم خدمات عدة للأشقاء الوافدين والمتضررين من أبناء المدينة حيث كانت أول جمعية أهلية تقدم مساعدات غذائية بالمشاركة والتعاون مع برنامج الغذاء العالمي وكذلك تقديم دعم غذائي عن طريق قسائم شرائية للحوامل.
وعملت الجمعية على مبادرات متعددة مع منظمة اليونسيف لمساعدة الأطفال المتضررين من الأزمة عن طريق برامج ترفيهية وتثقيفية هادفة بالإضافة للعمليات الجراحية المتعددة والمساعدات الطبية للأخوة المتضررين.
إن استمرار الجمعية إلى يومنا هذا في تصاعد مستمر نتيجة عمل دؤوب يقوم به متطوعو أسرة الإخاء أبتدأ من لرعيل الأول الذي فتح الباب للعمل الاجتماعي فكان قدوة الأجيال تتالت بعده إلى يومنا هذا وبهذه المناسبة نتمنى أن يتم تكريم الأسماء التي فتحت الطريق والإضاءة على ما قدموه من خدمات للوطن.
* ماهي الصعوبات التي توجههم اليوم كمجتمع مدني؟
** إن المجتمع المدني يقوم بعمله بأقصى إمكانياته مع تضاؤل الإمكانيات المادية يوماً بعد يوم نتيجة الظروف المعيشية وتعدد الجمعيات لذلك تقوم كل جمعية وأسرة الإخاء واحدة منهم بعمل مشاريع صغيرة لدعم صندوق الجمعية لذلك يرجى من الجهات المختصة تسهيل الموافقات التي تأخذ أحياناً مدة طويلة للحصول عليها.
ويجب إعطاء فرص للشباب الراغبين بالتطوع حيث يوجد عدد كبير من الصبايا والشباب الذي يرغبون بتقديم خدمات تطوعية وخدمة المجتمع وعلينا تشجيعهم و مدّ اليد لهم بدل من انتقادهم.
إن المجتمع المدني في اللاذقية بكافة أطيافه كان له دور كبير في مساعدة الناس بالأزمة التي تمر بها سورية حيث قدمت أكثر الجمعيات الأهليّة استطاعتها التي تكبر بحسب إمكانيات الجمعية وما نراه اليوم من عمل مجتمعي لتأهيل الشباب والدعم النفسي لهم لتجاوز الوضع الضاغط كذلك تمكين المرأة عن طريق تأمين مشاريع صغيرة لها.
وبالعودة للحديث عن تجسيد هذه الصعوبات على جمعيتنا، فإنّ أسرة الإخاء تسير بخطين متوازيين حيث أنها تحاول الاستمرار بعملها الأساسي وخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة وهي بنفس الوقت بصدد القيام بمشاريع متعددة لتكملة مسيرة بناء الطفل المعاق ليتحول إلى شاب فاعل بالمجتمع عن طريق إكمال دراسته أو تأهيله مهنياً مع فتح سوق عمل له.
ومن ناحية ثانية العمل على المشاريع المجتمعية وتنمية المجتمع خاصة الشباب والمرأة.
إن شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة بازدياد في بلدنا خاصة بعد الحرب اللعينة التي مرّت بها بلدنا لذلك علينا بتضافر الجهود لحلّ هذه المفصلة وللنظر إلى دول كنّا نراها متخلفة كيف استطاعت استغلال إمكانياتهم وأطلقت عليهم /ذوو الهمم/.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار