الجريـــــح البطل عهد عزمات الأسعد.. كما سنابل بلادي الذهبية لا ينحني منها إلا الممتلئ حبـّاً وشغفاً وعطاءً

العدد: 9314

18-3-2019

 

كما أزهار اللوز تعقد وتثمر وتتحول من آيات في الجمال إلى آلهة من خصب
كما الجبال الراسخات في وجداننا والأساطير الشامخات في عقولنا
كما كل شيء جميل يغير في مسارات الحياة، يؤثر ويتأثر بها، ويخلق فيها النبض من جديد.
كذلك هم رجال بلادي، رجال الجيش العربي السوري الذين حولوا الضعف إلى قوة، وجعلوا النصر حقيقة مؤكدة، راسخة، ثابتة لكل قاصٍ ودانٍ، فزينوا جباهنا بالعز والشرف والفخر وأحد هؤلاء الرجال العظام الجريح البطل عهد عزمات الأسعد من قرية المعلقة في ريف القرداحة ، ابن أسرة كادحة جميلة ، معطاءة، لم تبخل على الوطن بأغلى ما تملك ،بل جعلت من جميع أبنائها كما أغلب الأسر السورية الشريفة سياج لحدود الوطن، بل وتحدت فيهم كل ذئاب الكون والبطل عهد من مواليد 1992، شاب مفعم بحب الحياة ، ولديه من الآمال والطموحات والهمم ما يكفي لصنع مستقبل مشرق.
ولكن أعداء الله والوطن الطامعين بالأرض والعرض لم يتركوا مكاناً لتحقيق الطموح، فالوطن كما قال عهد أولى وأبدى وأهم.
ومن ثم يأتي كل شيء بعده، ولذلك بعد أن أنهى دراسته التحق إلى صفوف الجيش العربي السوري متطوعاً بكامل إرادته وذلك في بداية العام 2013.
قال عهد: تنقلت بين عدة أماكن من نجها إلى حرستا وزملكا..إلى عتمان في درعا، حيث جاءت إصابتي في أحد المعارك ونحن نتصدى لهجوم شرس، فأصبت بطلق قناص بخاصرتي وذلك في 17/3/2014 هذه الإصابة التي أفقدتني الحركة وأدت إلى شلل نصفي مع أذية بالنخاع الشوكي حيث دخلت الطلقة من الخاصرة إلى العمود الفقري مؤدية إلى كسر ثلاث فقرات متتالية.
وأضاف : اسعفني زملائي إلى مشفى الشفاء في درعا وبعدها نُقلت إلى مشفى الصنمين . ومنها إلى مشفى 601 العسكري في المزة وكل هذه التنقلات وأنا فاقد للوعي ولم أصحو إلا في مشفى الـ601.
وقد قام أحد الزملاء خلال هذا الوقت بأخبار أهلي عن وضعي ومكاني.
وبعدها بدأت قصة العمليات حيث كنت أخرج من عملية لأدخل بعد فترة قصيرة في عملية أخرى.
حاول الأطباء كل جهودهم وأهتموا بحالتي ووضعي وعملوا جاهدين على إنقاذي من إصابتي الخطيرة.
بقيت في المشفى العسكري في دمشق أكثر من ثلاثة أشهر على هذه الحالة ومن ثم تمّ نقلي إلى مشفى حاميش لإجراء المعالجة الفيزيائية الضرورية وبقيت فيها أيضاً سبعة أشهر وطبعاً كل عملياتي وعلاجي وأدويتي مع المعالجة الفيزيائية جميعها على حساب المشفى الذي أكون فيه.
وبعد تحويلي للمجلس الطبي سُرحت بنسبة عجز 100% مع إعطائي كامل حقوقي وتعويضاتي.
وبعد أن عدت للقرية لم استسلم أيضاً وأعتكف وأفقد الأمل بل بدأت برحلة معالجة فيزيائية جديدة في مركز الرعاية بالقرداحة وقد كان وضعي حينها أسوأ من السوء ولكني تحديت الوجع والوضع الصحي السيئ وانطلقت للحياة من جديد ساعدني في ذلك المعالج الفيزيائي الرائع الذي تعب أيضاً على حالتي ولم يفقد الأمل السيد حسين هديوه الذي أوجه له كل الشكر والامتنان وأتمنى له كل الخير أنا وكل زملائي الجرحى الذين يخضعون للمعالجة الفيزيائية في مركز الرعاية.
وأضاف حالياً أجد وضعي جيداً بالنسبة لسابقاً وأمشي بعض الخطوات وأحاول قضاء كامل احتياجاتي بنفسي.
وأخدم نفسي بنفسي وأحاول جاهداً إلا أكون عبئاً ثقيلاً على أحد في قادمات الأيام وأثق بأني سأقدر على تحقيق ما أتمناه مستقبلاً.
وقد قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال.وعند سؤالي له عن كيفية قضاء وقته أجابني بأنه يقضيه مع الأهل رائعين لا يهمهم شيئاً بمقدار اهتمامهم براحتي وسعادتي ومع أصدقائي وزملائي في القرية.
بالإضافة إلى أني ما زلت أتواصل حتى الآن مع أصدقائي في دوامي وما زال العديد منهم يزورني حتى هذا الوقت.
أما عن احتياجاته الطبية والعلاجية فقد أشار إلى أن بطاقة جريح وطن قد حلت كل العقبات في هذا المجال حيث نستطيع من خلالها تأمين كل ما أحتاجه من أدوية بالإضافة إلى مراجعة الطبيب الذي نختاره وعن أمنياته قال عهد: أتمنى أن أعود كما كل أصدقائي بصحتي وقوتي وأدعو الله أن يتطور العلم والطب ويجدوا الطريق إلي علاجنا..
وأتمنى أيضاً أن يرجع وطني إلى سابق عهده جميلاً مشرقاً حراً معافى من كل داء وشر..

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار