الوحدة : 1-10-2021
الضحية رسام يشاهد ضحية لا ذنب لها، ويستمع لصراخ آلام خنجر يطعن في الظهر، وصيحات وجع لآخر تخرج من الصدر، والطاعنون هم الأبناء والإخوة والأدعياء..
هكذا وجدت الدراما السورية نفسها أمام هذا المشهد مع بداية وتطور الأزمة السورية، فخلال سنيي الحرب انقلب الحال من بلد هانئ يشع ضياء مزركشاً بجميع ألوان الطيف إلى آخر موجوع مكلوم بلون واحد هو لون السواد، فانعكس ذلك أعمالاً درامية تحاول أن تحاكي هذا الوجع بنبرة الجدية تارة وبلسان السخرية تارة أخرى.
فكان مسلسل (ضبوا الشناتي) أو مسلسل الحقائب خير مثال على ما نقول الذي يحكي قصة عائلة ضمن حارة هي الوطن كانت تنعم بدفء العائلات وهناء العيش وتعم في بيتها أصوات نبضات الحياة، فيها الموظف والتاجر والبائع والمسؤول والمحسوب والعامل والحرفي وصبي الحرفة وغيرها، فيها الأم والطالبة والمراهقة والعاشقة والحالمة المتشائمة ووو..
وفجأة انقلب الحال وصارت أبسط مقومات الحياة أصعبها وصار الإخوة أعداء، فجمعت تلك العائلة (شناتيها) أمام الباب وفي كل حلقة كانوا ينوون الرحيل ولكن تحدث أحداث تؤجل السفر إلى الحلقة التالية.. وهكذا تتوالى الحلقات لترسم أمامنا ملامح من واقع الأزمة ويومياتها التي عشناها جميعاً وفي الحلقة الأخيرة تنجح العائلة في الهجرة عن طريق البحر، ثم يسمع في الأخبار أن المركب قد غرق ومات جميع من فيه إلا طفلة رضيعة نجت من الموت .
علها بارقة الأمل.. أن هناك ضوءاً في نهاية هذا النفق.
رهام حبيب