الوحدة 7-9-2021
أهو قدرنا… نعيشه في كليتنا، نخبئه في صدورنا،
ننقشه على مرايا صباحاتنا ومساءاتنا،
يسايرنا، يسير معا كظلنا، يلحقنا كالغمام، نتطير به، يطير معنا كالحمام، نلهو به، يلهو بنا كما الأوهام.
هو الندم.. نكتبه، ندبجه كالملاحم الطوال، نعلقه على أستار خيباتنا، وأفعالنا المهزومة كجنود أضاعوا الطريق نحو جادة الانتصار، فخسروا المعركة، كسبوا رهان الوقت، ثم تسلل كما الرمال من بين أصابع الزمن الذي ضيع بوصلة الاتجاه نحو صدر (دريئة) الرضى السراب..
حصدوا الدمار، والانهيار، بعد أن أطلقت – في المدى المخنوق بالدخان.. بالآهات- صافرات الوعيد السائرة بلا هدي نحو دواخلنا المحترقة بنار الأسى، وبالتالي الوقوف مطولاً أمام أسئلة لا إجابات لها.
هو الندم نتنفسه كما الهواء، لاإرادياً، ننفثه سحاباً في فضاء ذواتنا المتعبة، وقد أنهكتها جرعة الأمل المنتظرة بفارغ العمر..
تقترفه أرواحنا، هذا المسمى بالندم، كما القصيد، النشيد، كما الشجن…
نعتقه كما القريض. نسرعه مثل نبات اللبلاب تسلق أعناقنا فخنقها، أو- كالهالوك- امتص نسغ فرحنا، فأحزننا وأهلكنا.. نخبئه في حنايانا الخائفة، في خفايا أثوابنا..
أهو الندم قوتنا اليومي..؟ و ورق شجر التوت نستر به عورات حياتنا وأيامنا التي تمضي سريعا نحو الوجع الممض لم تنفع معه كل مهدئات الألم، أهو الندم خبزنا اليومي، وملحنا وقد زادت ملوحته، أهو الندم صبرنا واصطبارنا؟ اللغة التي مهرنا في ترويضها؟ أم هي التي تراها تفننت وروضتنا؟ أهي ولادة ندم في صدورنا لا يموت ولا ينتهي؟
خالد عارف حاج عثمان