الكتابة على الجدران وسلوك المراهقين

http://youtu.be/x1MNdXcl3Es الوحدة : 4-9-2021

بداية شهر أيلول هو الإعلان الرسمي عن انتهاء العطلة الصيفية الخاصة بطلاب المدارس في كافة المراحل، عام دراسي جديد، ستُقلع عجلة التعليم من جديد، كلٌ أعد العُدة للبدء بصف دراسي جديد، كما العادة سيتم تجميع الطلاب بساحة المدرسة صباح اليوم الأول، جميع الطلاب يلبسون وجوهاً مكفهرّة، والسبب معروف جميعنا لامسناه، حطّم جزءاً من مشاعرنا، قتل فينا تلك المساحة المليئة بشغب وشغف الصيف والسهر والنوم الطويل، كل شيء سيتغير، وهنا يأتي دور وتعاليم كبير ذلك المبنى وهو المدير، يُفترض ترويض نفسيات وعواطف الطلاب منذ ساعة الاصطفاف تلك، بالكلمة الجميلة الحسنى، بدون تهديد أو وعيد، وهذا على مسمع الكادر التدريسي الذي سيقوم بتنفيذ تلك الأجندة، سواء كانت مدرسة طلّاب ذُكور أم طالبات، فجميعهم يعيشون نفس الفترة العمرية ونفس المشاعر والأحاسيس، لكن يُفترض بإدارات المدارس تلقين طلابهم وتعليمهم بضرورة أن يكون الصفّ المدرسي عبارة عن غرفة من غرف المنزل الذي يعيشون بين جدرانه، عليهم المحافظة على نضارته ونظافته، يجب أن يكون الصف المدرسي نسخة أصيلة عن بيئة ومنشأ الطالب، لكن مع الأسف ما يحصل ببعض المدارس وصفوفها هو شكل آخر مغاير عن جميع التعاليم التربوية والتعليم، لهيب تلك المشاعر الطائشة وصل حتى مكان جلوس المدرّس، العرش الذي كنّا نهاب الوصول إليه، لقد تلطّخ بعبارات تلك العصابات الصغيرة داخل الصفّ المدرسي، وحتى لا يكون هناك تعميم أو تجنٍ وظلم، هناك بعض المدارس القريبة، ممرات صفوفها تعطي فكرة ثابتة عن الوضع العام لتلك المدرسة، رائحة الرسوم ولوحاتها الجميلة تنمّ عن واقع تربوي وتدريسي عالي المسؤولية، على عكس المقلب الآخر من صفوف لمدارس تناوب على جدرانها ومقاعدها ثلة كبيرة من شذاذ الجدران النظيفة، فلم يُترك موضع إصبع إلا وانصبغ بذكرى لمفكر أو أديب مراهق وضع بصمته لتكون عِبرة لإدارة مدرسية كان بإمكانها لجم الجميع من خلال استدعاء الأولياء قبل كل شيء لمساعدة الكادر الإداري والتدريسي بكبح جماح طلاب هم بالأساس مولعون بالتقليد، حيث تكون ملامح الرفض والممانعة هي التي تسيطر على كينونة وعقل طالب يعيش فترة مهمة من حياته ونشأته وإثبات ذاته أمام أقرانه، فتعد المراهقة من ١٠ – ٢٠ عام مرحلة فريدة وتكوينية بدنية وعاطفية واجتماعية، فيمكن أن يكون الطالب المراهق عرضة لمشاكل متصلة بالصحة النفسية والبدنية تجاه أقرانه، من الضروري مراقبتها بشكل علمي مدروس، لذلك قد تكون هذه الأفعال المرمية على الجدران هي نتاج أفكارهم وتداعيات مشاعرهم الغير منضبطة، وهنا تظهر قمّة العلاقة والانسجام بين الأهل والكادر التدريس والإداري في توعية الأبناء وتربيتهم بشكل علمي مدروس بعيد عن الشدّة والعنف والتجاذبات غير الواعية.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار