العمل التطوعي… ثقافة البذل والعطاء

الوحدة : 4-9-2021

ألقت الأستاذة تغريد الخليل محاضرة ثقافيّة بعنوان: (العمل التطوعي، ثقافة البذل والعطاء) في الجمعيّة العلميّة التّاريخيّة بجبلة، أكدت خلالها على أن أسمى الثقافات تلك التي تتمثل بقيم البذل والعطاء إنه العمل التطوعي الذي هو فعل اختياري إرادي يقوم به المتطوع برغبته دون انتظار أجر مادي، مشيرةً إلى أن التطوع يعني تقديم الخبرة والوقت والجهد لشريحة اجتماعية معينة فردياً أم جماعياً.
ورأت المحاضرة أن أهمية العمل التطوعي تتجلى بتوظيف طاقة الشباب الهائلة المهلة في أعمال هادفة نبيلة بدلاً من هدرها في تسالي غير هادفة مثل تمضية معظم أوقات الفراغ على الفيسبوك أو في ألعاب لا قيمة لها.
و بيّنت المحاضرة أن دوافع العمل التطوعي إما أن تكون نبيلة وفيها تتجلى أخلاق الإنسان العالية، غايتها مساعدة الناس وأهمها حب عمل الخير وتقديم المساعدة لمن يحتاجها، وكذلك انطلاقاً من الإحساس بالواجب الوطني والاجتماعي والإنساني.
وإما أن تكون الدوافع غير النبيلة مثل الرغبة في الشهرة وكسب السمعة الحسنة وحب الظهور ومديح الناس وتحقيق مكاسب ومنافع شخصية مثل الإحساس بالأهمية والمكانة الاجتماعية.
وأوضحت المحاضرة أن أشكال العمل التطوعي تبدأ من عمل إنساني عفوي إلى عمل مخطط مبرمج يبنى على رؤية مستقبلية.
والسلوك التطوعي هو مجموعة تصرفات يمارسها الفرد وتكون استجابة لظرف طارئ أو لموقف إنساني وأخلاقي محدد كإسعاف جريح وإنقاذ غريق، وقد يكون الفعل التطوعي تلقائياً فردياً لاعتبارات أخلاقية واجتماعية وإنسانية وقد يكون مؤسساتياً وهو أكثر تقدماً وتنظيماً وأوسع تأثيراً في المجتمع.
وفيما يتعلق بفوائد العمل التطوعي رأت المحاضرة أن الفوائد تعود بالنفع على المتطوع نفسه مثل اكتساب المهارات والخبرات الجديدة من خلال العمل وسط المجتمع وتنمية مهارات التواصل مع الآخرين وسماع القصص الإنسانية والشعور بالرضا والثقة بالنفس، كما يسهم العمل التطوعي في تطور المجتمع وبالتالي تطوير حياة الإنسان وجعلها أكثر سعادة وراحة وتحسين الحالة المعيشية، إضافة إلى غرس قيم التضحية ومفاهيم الإيثار وروح العمل الجماعي لاسيما في نفوس النشء من خلال الدور التربوي للأسرة والمدرسة والنادي ووسائل الإعلام، مثل المشاركة بحملات التنظيف سواء في الشارع أو المدرسة أو الحديقة.
وعلى صعيد ميادين العمل التطوعي ذكرت المحاضرة ميادين متعددة ومنها الميدان التربوي التعليمي ويتجلى بتقديم العلم بالمجان بإشراف معلمين ومدرسين متطوعين، وفي الميدان الاجتماعي للحث على التكافل الاجتماعي بهدف القضاء على الفقر والجهل والمرض ويصب في مساعدة الفقراء و المحتاجين، وفي الميدان الصحي بهدف تنمية الوعي الصحي والحفاظ على السلامة للناس عبر محاضرات وندوات تثقيفية صحية، وفي الميدان البيئي الذي نشط فيه التطوع بشكل لافت نظراً لتفاقم المشكلات البيئية التي تهدد العالم بالكوارث مثل تلوث البحار والتصحر والرعي الجائر والحرائق ويتجلى العمل التطوعي بنشر ثقافة البيئة وإطلاق حملات التوعية لحماية البيئة والمشاركة بها مثل حملات التشجير والحفاظ على المحميات الطبيعية، والميدان الإنساني ويتجلى العمل التطوعي بالدفاع عن حقوق الإنسان لتحقيق العيش الكريم في أرضه ووطنه وحمايته من الاستغلال والعدوان والاحتلال.
و أكدت المحاضرة على أن العمل التطوعي يسهم في نماء المجتمع ودفعه نحو المزيد من الإنجاز والإنتاج في ميادين العمل، كما يقدم مكاسب عظيمة للإنسان في تمتين الصداقات وتعزيز المهارات الاجتماعية وينمي الإبداع والهوايات والتخلص من رتابة الحياة اليومية.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار