الوحدة : 3-9-2021
لم ينس السوري أنه في يوم ما من ثمانينات القرن المنصرم أن الموز كان يحلم به الطفل السوري وأنه حكر على طبقة دون أخرى .. وإن أحدنا زاره مغترب من لبنان يحمل في جعبته بعض من الموز، كان أهلنا يمنعونا من اصطحابه إلى المدرسة حتى لا يشتهيه طفل ما لا يستطيع اقتناءه، وفي يوم من الأيام أوقف طفل أمه وكان الموز يعتلي (بسطة فاكهة الأغنياء) وسألها ما هذا يا أمي، فكانت إجابتها: (امش يا ابني الموز مو إلنا) واليوم يعاود الموز محلّقاً بأسعاره غير المقبولة وإن وجد فهو فقط لأصحاب الدخل غير المحدود مصطفاً إلى جانب إخوته من أنواع الفواكه ذات الأسعار غير المحدودة.. حتى المنادي عليه خجل من سعره فكتب ب ( ١٦ألفاً) خوفاً من أن يظنّ أحدهم أنه بـ (١٦٠٠) معرّضاً زبونه للإحراج .. إن كان الغلاء متفشياً، والفاقة منتشرة والموز ب١٦ ألفاً.. لم يبق إلا صوت المنادي (الموز لناس وناس).
نور محمد حاتم