الوحدة – سليمان حسين
الكثير من التساؤلات بدأت تطرح نفسها على قائمة طويلة من أوجاع المزارعين وأصحاب الدخل المحدود بآن معاً والمستهلكين بشكل عام، يبدو أن الظلم لم يوزّع نفسه بشكل منطقي على الجميع، فهو يلاحق المزارع إلى عقر أرضه، وعلى ما يبدو فإن مزارعو البطاطا الحلوة ينالون نصيبهم من الظلم في جميع مواسم الزراعة، وعرّاب هذا الوضع المؤلم يتنقّل على طريق سوق الهال وبين تُجار المادّة ومراكز توزيعها وكذلك تسويقها.
هذا العام كان فقيراً جداً بموسم البطاطا الحلوة والسبب معروف، شح مياه الري، غالبية المزارعين اعتكفوا زراعة هذه (الفاكهة)، ومن كان له نصيب بتأمين المياه عبر وسائل مُكلفة، قام بزراعة نصف الموسم المُعتاد بالنظر إلى كمية المياه التي تم تأمينها، لكن مطرقة الأسعار التي تلاحق هذه المادة كل عام لا زالت تنال من هذا المجهود الكبير الذي يمارسه المُزارع للخروج بمردود يلائم تعبه لمدة طويلة.
وبالنظر إلى أسعار هذه المادة، اليوم يتم بيعها بأسعار لا تمت إلى المنطق بصلة، بالمُقارنة مع البطاطا المالحة، والتي تُزرع بعدّة عروات في العام، لكن بعد خروج الحلوة من مستودعات ومحال سوق الهال يقع عليها أرقاماً تشبه شقيقتها المالحة بغض النظر عن الفوائد العديدة التي تتمتّع بها البطاطا الحلوة.
غير أن الجدل العقيم يبدأ من عمليات القلع، فتلبس شحنة البطاطا الحلوة “ليستا” طويلة من المفردات المؤلمة، تتقدّمها المسافة إلى الحقول وأسعار النقل والتحميل وكمسيون التاجر ليأتي بعدها أصحاب المحال التجارية فتنال المادة سعراً آخر يُرضي خاطره، وبالتالي يصل سعر الكيلو الواحد منها إلى ضعفي ما ناله المزارع، وهنا تبدأ الكثير من المُعطيات والأفكار تجول بخاطر المزارع، وتصبّ غالبيتها بالرحيل والبحث عن مصدر آخر للعيش، ليبدأ فصلاً آخر من فصول القضاء على زراعة بأهمية البطاطا الحلوة، ترافق الحمضيات الذي يواجه ذات المصير.