تدخل كصناعة دوائية.. النباتات العطرية مردود اقتصادي وبيئي واسع

الوحدة – سليمان حسين

خلال الآونة الأخيرة، ظهرت بين العامة أشكال مختلفة من سياسات البحث عن مصادر الكسب وتحسين المستوى المادي. وبعيداً عن قيمة الزيوت العطرية التي تدخل في الكثير من الصناعات الدوائية – الغذائية، والتي نضجت تجارتها مؤخراً، فقد باتت مصدراً مهماً لدى الكثير من الباحثين عنها، وأصبح لها ما يُشبه مندوبين يتعاملون بأساليب مختلفة لجمع هذه المواد بأسعار منافسة.
لكن الأحداث الأخيرة التي طرأت على الطبيعة عبر حرائق متنقلة لم تترك منطقة حراجية إلا وحوّلت تفاصيلها إلى أراضٍ قاحلة يلبسها الرماد، تنتظر الأمطار المناسبة لتعيد بعض الخسائر من غطائها النباتي.
غير أن الأمر لم يتوقف عند هذه المعضلة، فقد استفاق الكثيرون جرّاء البحث وقطع المسافات الجبلية بحثاً عن هذه النباتات، وقاموا بتحويل حدائقهم إلى ما يشبه المروج، مزروعة بالعديد من أنواع النباتات العطرية، تتم العناية بها بشكل علمي مدروس.
وبالتالي تقدّم مردوداً مضاعفاً كونها تتعرّض لعمليات الري بغية النمو السريع، وإزالة الطفيليات من حولها، والقيام بتنبيت الأفرع التي لا قيمة لها بدلاً من إتلافها، وبالتالي تتضاعف المساحات المرغوب بزراعتها.
وتضم بيئة الجبال الساحلية مجموعة متنوعة من الزراعات والنباتات العطرية التي تعزز السياحة البيئية، ومن جهة المناخ، تعمل النباتات والزراعات العطرية على تلطيف درجات الحرارة وزيادة رطوبة الهواء في المناطق الجبلية، كما أنها تُشكل مناظر طبيعية خلابة، أضف إليها أشجار تمتلك نفس الميزات لكنها من فصيلة الأشجار، كالغار والزعرور، والخرنوب وغيرهم.
وتتنوع مصادر هذه النباتات العطرية من مكان لآخر، فعلى الجبال والهضاب ينمو الزوفا والزعتر والميرمية والشاي الأخضر، لكن تصلح زراعتها أيضاً في الحدائق المنزلية وعلى الأسطح. والأكثر أهمية هو النعناع الذي ينمو بأريحية في المناخ الدافئ والحار، حيث يمكن استخدامه في الكثير من المجالات الطبية الأخرى، بالإضافة إلى نبتة البابونج التي تُعتبر صيدلية الأزمات الهضمية والمناعية. وكان لدخول الزعفران إلى هذه القائمة دعماً آخر نظراً لما يقدمه من مردود إضافي.
وبالعودة إلى ماهية هذا المجال، فقد أصبح لأصحاب الحيازات الزراعية الكبيرة إمكانية تعزيز مدخولهم عبر القيام بزراعة هذه النباتات العطرية على أطراف الأراضي أو ضمن البيوت المحمية، حيث سبقتها زراعة الورود وأزهار الزينة بسنين طويلة.
ومن ناحية المردود المادي، فقد تحدثت عنه شركات لها اسمها في مجال الأعشاب، مغلّفة بلباقة فائقة ضمن صناديق كرتونية بألوان النباتات العطرية، حيث تباع حتى في الصيدليات والسوبرماركت بأثمان لا يُستهان بها. وعلى الأغلب تمت تلك المشاريع تحت إشراف مهندسين وأطباء مختصين وعاملين بهذا المضمار الهام.
وفي النهاية، فإن العاملين بمجال الطب البديل لا يستبعدون خطورة استخدام هذه المصادر النباتية، ولذلك لا بد من استشارة الأطباء قبل استخدامها في مجالات العلاج للبحث في خطورة التداخلات الدوائية حتى ولو أنها أعشاب طبيعية.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار