الذكاء الصناعي والنظم الخبيرة في المكتبات

الوحدة 1-9-2021

يتسم عصرنا الحالي بالتطور السريع والمستمر، ومع تزايد كم المعلومات وتنوعها وتعدد أشكالها واختلاف مصادرها وفي ظل التطور المذهل في إنتاج وسائل التقنيات الحديثة للاتصالات أصبحت هناك ضرورة لمواكبة كل هذه التغيرات لتقليل الفجوة المعلوماتية بين المجتمعات المتقدمة ومثيلاتها النامية..
في منتصف القرن العشرين بدأ عدد قليل من العلماء باستكشاف نهج جديد لبناء آلات ذكية تحاكي عملية التفكير الإنساني تمثلت بما يعرف بالذكاء الصناعي.. وفي أوائل الثمانينات شهدت أبحاث الذكاء الصناعي صحوة جديدة من خلال نجاح النظم الخبيرة في المجال التجاري وهي أحد برامج الذكاء الصناعي التي تحاكي المعرفة والمهارات التحليلية للخبراء البشريين..
وما إن ظهرت تلك النظم حتى باتت محور اهتمام كل المؤسسات والمنظمات على حد سواء.
هذا ما تصدت له الطالبة هبة الله برهان طه، إشراف الدكتور المهندس ثائر إبراهيم في مشروع أعدّ للتخرج من قسم المكتبات والمعلومات في كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
ومن أهداف إقامة هذا البحث هو تسليط الضوء على النظم الخبيرة وتطبيقاتها في الحياة العملية وعلى وجه التحديد مجالات استخدامها في المكتبات.
تم التطرق لهذا الموضوع بسبب الخلل المتواجد على مستوى الإدارة والتنظيم من جهة والوصول للمعلومة من جهة أخرى..
تستخدم النظم الخبيرة اليوم في كثير من مجالات الحياة كالعمليات العسكرية والطب والتنقيب والكيمياء وغيرها ومن بين تلك المجالات تم استغلالها في مجال المكتبات ومراكز المعلومات.
بسبب أنها تغيب الشعور بالملل والتعب من قبل الأفراد العاملين في المكتبات. وتسهل الوصول لمصادر المعلومات علاوة على أنها تقدم للمستفيدين معلومات دقيقة وتوجه اهتماماتهم.
يتم استخدامها في العديد من بلدان العالم العربية والغربية لكن الغرب كانوا السباقين في هذا المجال..
لها طرق عديدة للاستخدام في مجال المكتبات كالروبوتات والبرامج الذكية التي تساعد المستفيد في الفهم والوصول لأية معلومة ونظم الإدارة الذكية للمكتبات كنظام RFID الذي تمت دراسته بشكل كامل والتعريف به، وهو تقنية موجات الراديو اللاسلكية يستخدم في فرز الكتب ويمكّن رواد المكتبة من الاستخدام الذاتي لمحطات نظام استعارة الكتب وإعادتها بما يضمن إدارة المقتنيات وقوائم المحتويات بشكل أفضل. وبناء على ذلك يمكن تطوير هذا النظام لأداء العديد من المهام والوظائف داخل المكتبة ومن هذه المهام:
– خدمة الإعارة الذاتية و الإعادة الذاتية
– عمليات الفرز والجرد والترتيب للأوعية
-حماية المقتنيات المكتبية وغيرها من مهام إدارة المكتبات الشاملة.
ولكل مكتبة مطلق الحرية في تطبيق ما يتناسب مع احتياجاتها من أنظمة RFID
وبتسليط الضوء على هذا النوع من الذكاء الصناعي وبعد الدراسة الشاملة تم التوصل لجملة من النتائج الإيجابية والسلبية أولها إنها نظم مهمة جداً في المؤسسات التعليمية والمكتبات على وجه الأخص.
وتاليها أن بلادنا لم تتبناه بشكل كامل..
وقدمت الدارسة عدداً من التوصيات المبنية على أساس نتائج دراستي، وهو أنه من الضروري لبلادنا الالتفات إلى أهمية تطبيق واستخدام النظم الخبيرة في مكتباتنا بشكل يسهل العمليات المكتبية التي تتم فيها، وضرورة الاستفادة من النموذج الغربي في هذا الصدد للاستفادة من تجاربه السابقة وتجنب المشاكل والعوائق التي واجهها خلال استخدام هذه الأنظمة الحديثة.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار