الوحدة 23-8-2021
يقولون: أصعب المراحل في أي عمل نقوم به هي الخطوة الأولى ، وهذا ما ينطبق أيضاً على عملية التعليم إذ تعد بداية المرحلة التعليمية الأولى بالنسبة للطفل كنوع من الفطام النفسي والمعنوي الذي يحتاج لكثير من الدراية والخبرة للتعامل الصحيح معه واحتوائه بأنواع مختلفة من الطرائق والوسائل التربوية .. وهذا لن يتم إلا بتضافر الجهود لجميع أفراد المجتمع المحيط بالطفل كالأهل والمعلمين والإدارة المدرسية وتقديم كافة التسهيلات الممكنة لاجتياز حاجز الرهبة والخوف عند الطفل لكي يستطيع التكيف والاندماج مع عالمه الجديد وبالتالي متابعة مسيرته التعليمية والتربوية في جوٍ مماثل ٍ وشبيه بمحيطه العائلي الذي لطالما كان بالنسبة له مصدر العطاء ومنبع الأمان والحنان .
وفي ظل تطور التقنيات والأساليب التعليمية المستخدمة في العملية التدريسية لإضفاء الحيوية والتفاعل بين الطلبة والمعلمين وخلق روح التشاركية الإيجابية بين مقومات التعليم ككل ..يبرز إلى الواجهة أسلوب التعليم التفاعلي كواحد من أهم الأساليب فعالية في المنظومة التعليمية إذ يكمن الفارق في الأثر الذي يحدثه هذا الأسلوب من خلال استخدام بعض الوسائل التعليمية التي تعمل على إثراء عملية التفاعل بين المعلم والطالب، الأمر الذي يجعل الطالب أكثر قدرة على تلقي المعلومة بشكل أفضل مقارنة بوسائل التعليم التلقينية الأخرى.
وحرصاً منها على مواكبة الأساليب التعليمية وتقنياتها الحديثة ، قامت وزارة التربية – المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية – بإطلاق تطبيق الموبايل والكتاب التفاعلي لدليل – استعدوا للصف الأول – ودليل الأنشطة اللاصفية والعدد/ 1 / من المجلة التربوية الالكترونية السورية المحكمة الفصلية.
وفي التعريف عن هذه الخطوة أكدت الوزارة بأن : التطبيق والكتاب التفاعلي يتيحان امتلاك المعارف والمهارات والخبرات الضرورية للأطفال لتسهيل التحاقهم بالصف الأول، إضافة إلى تمكين الأهل والمربيات من تعزيز خبرات الأطفال الذين يستعدون للدخول إلى المدرسة من خلال أنشطة تفاعلية، بينما تعنى المجلة الالكترونية بنشر الأبحاث التربوية النظرية والتطبيقية المرتبطة بالمناهج التربوية وتطبيقاتها ومراقبة جودتها، وقياس مخرجات تعلمها وتعلم الأنشطة اللاصفية.
وأوضحت مديرة المركز الدكتورة ناديا الغزولي لوكالة سانا : أن التطبيق يتضمن دليلاً تعليمياً لمساعدة الأهل ومعلم الصف والمعلم في رياض الأطفال، والنسخة الثانية هي كتاب الأنشطة للمتعلم ليعمل على تطبيق المعلومات. ويتضمن دليل الأنشطة اللاصفية المشروعات والمبادرات وطريقة تطبيقها، بحيث تتضمن الخطة الدرسية حصتين دراسيتين عن المنهاج الاجتماعي الوجداني، الذي تم تصميمه وفق أربعة محاور هي مهارات الحياة والمبادرات والتربية المهنية والمشروعات، يتمكن من خلالها مدرس المادة من تقديم هذه المواد للطلاب.
وأوضح رئيس وحدة بحوث المناهج والدراسات المقارنة في المركز ماهر إبراهيم : أن المشروع حصيلة عمل سنة ونصف السنة وأن إطلاق الكتاب التفاعلي وتطبيق الموبايل لمشروع – استعدوا للصف الأول – من خلال دفتر الأنشطة المصور يتيح فرصة كبيرة للأطفال غير الملتحقين برياض الأطفال بشكل يسهل التحاقهم بالمدرسة، مبيناً أن المركز استعان برسامين وخبراء لإعداد سيناريوهات للصور يعمل على محاكاة الطفل من خلال الصورة ليعبر من خلالها عن مشاعره وانفعالاته .
بقي للقول : يمكن استثمار فكرة الكتاب التفاعلي في المناهج المدرسية لأنه يعدُّ من الوسائل التي تسهل عملية اكتساب المعلومة فللكتاب أنشطه تعليمية وترفيهية تحقق في نفس الوقت الفائدة والتسلية ؛ فهل تلقى فكرة الكتاب التفاعلي للأطفال الاهتمام الكافي – من الجهات التربوية المعنية – لتكون ركيزة أساسية في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية؟.
فدوى مقوص