الوحدة : 21-8-2021
خضعت قضية الخبز لجدل بيزنطي مديد، لم يفض إلى حلول ناجعة تريح المواطن في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها. لا أستطيع أن أخمّن آلية التفكير التي حكمت فكرة توطين الخبز و حصرها بمركز واحد. الفكرة التي حملت عوامل فشلها منذ اللحظة الأولى لتطبيقها. لا يظن عاقل بأن العقل السوري المبدع بات عاجزاً عن حل قضايا يومية كقضية الخبز. خلال سماعي لآراء الناس في الشارع، و غالبيتهم من البسطاء وجدت أفكاراً جيدة لا تحتاج إلى كل هذي الجلبة. فتح كوات الأفران جميعها كما سبق، و زيادة عدد المعتمدين و توزعهم الجغرافي المناسب، كفيل بتجاوز الأزمة، مع الحفاظ على التعامل بالبطاقة الذكية و حل المشاكل التقنية المعيقة لهذه العملية الإجرائية بأسرع ما يمكن. و لا ننسى بطبيعة الحال قضية جدّ هامة أن ثقافة الحياة و العادات الغذائية لدى شعبنا تعتمد بشكل أساسي على الخبز في كل الوجبات، و قسم كبير منه يعمل في أعمال مجهدة يحتاج معها المواطن لملء معدته بالخبز، و خاصة أن الغلاء و قصر ذات اليد حرمت المائدة السورية من كثير من أنواع الطعام، فبات الخبز الخيار الأوحد للجميع. فمن غير المعقول أن يطاله التقنين إلى هذا الحد، نحن مع نظرية محاربة الهدر في الخبز، و لكن ليس من الطبيعي بمكان تخفيض مخصصات الفرد إلى هذه الدرجة. نرجو من الحكومة العتيدة إيجاد حل ذكي و موضوعي و سريع ينصف المواطن و يثلج قلب المواطن.. نحن فعلاً بتنا بحاجة ماسة إلى هذا الدعاء المقدس في كل صباح: يا رب أعطنا خبزنا كفاف يومنا
نور محمد حاتم