إقامة ذهبية أم جبرية؟

الوحدة 27-7-2021

شهدت الفترة الماضية ضجيجاً إعلامياً حول ما يسمى (إقامة ذهبية)، ويُقصد بها منح دولة الإمارات مشاهير الفنّ العربي إقامةً ذهبية في ربوعها مع بعض الامتيازات التشريفية.

وبدأ بعض الفنانين ممّن مُنحوا هذه الميزة الذهبية يستعرضون إقاماتهم، ويتفاخرون بها بكثير من التباهي، وكأنها وسامٌ انتظروه طويلاً ونالوه عن جدارةٍ واستحقاق.

هنيئاً لكم ما نلْتم، ونعلم حقّ العلم أنّ الفنّ لا حدود له، وهنالك عمالقة ومشاهير يستحقّونه دون سواهم لما قدموه – وما زالوا- للفنّ العربي عموماً، متجاوزين حدود الزمان والمكان.. لم يكونوا يوماً ضيوفاً ثقلاء على شاشاتنا بل أصبحوا جزءاً من تراثنا وتاريخنا الفنّي الأصيل.. لكن ما يُثير الدّهشة والاستغراب نيلُ بعض الأسماء شرف الإقامة الذهبية، رغم قدراتهم ومواهبهم الفنية المتواضعة، وحضورهم الذي لا يغني ولا يسمن على موائد شاشاتنا وبيوتنا حتّى إنّا نسينا أسماء بعضهم…

تُرى أيّ معايير اعتمدها أصحاب هذه الميزة والقائمون عليه؟ وهل أخذوا بعين الاعتبار تاريخ أصحابها الفنّي وفضائلهم على الفنّ بمختلف أبوابه ومنافذه؟ أم أنّ مقاييس الجمال الفتّان الذي امتزْنَ به من نِلْنَ هذا الشرف وحده كافٍ بغضّ النظر عن الجمال في الأداء أو الموهبة؟

وماذا بعد الإقامة؟ هل سيكون مستحقّوها رهن أولياء أمور الفنّ وإمبراطورياتهم الإعلامية هناك أم لا؟ وأيّ ثمنٍ سيدفعونه لقاء هذا الامتياز؟

نأمل أن تبقى الإقامة ذهبية ومن العيار الثقيل بقيراطاته الأربع والعشرين، لا فضّية ولا برونزية ولا إجبارية…

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار