الوحدة : 16-7-2021
عندما تحدثنا مع السيدة أم علي لم يلفتنا إلا نبرات صوتها التي تحمل في طيات طبقاتها ألم فراق فلذة كبدها، ولدها الشهيد البار علي نبيل قادرو الذي استشهد بتاريخ ٢/ ٢/ ٢٠١٣ أثناء مواجهته وتصديه لأعداء الوطن الغالي، فبفضل ثباته وتضحياته وصمود بواسل الجيش العربي السوري الأبطال انتصرت سورية على الإرهاب،
لنقف بصمت تارة أخرى أمام عظمة وقدسية تفكير تلك السيدة والأم المبدعة التي سطرت بإرادتها وتصميمها أفكار أمهات سورية كافة من خلال رسالة تؤكد فيها أن (الأمل بالعمل) وثمار النصر والنجاح تجنى من التغلب على الشدائد وتحديها كما النصر الوليد من النضال والتضحيات.
كشفت لنا السيدة أم علي قائلة: أنا من ريف اللاذقية الشمالي، قرية (أبو مكة) فعند سماعي نبأ استشهاد ولدي الغالي رحمه الله منذ ثمانية أعوام، اعتكفت الوحدة والحزن، وكتمت غصات فراقه بداخلي لفترة طويلة وبعد مرور عام من استشهاده انهالت أسئلة عدة على شريط تفكيري حول صمود ولدي الذي لم يستسلم للأعداء بل صمم على المواجهة والصمود، وهنا أيقنت بأن الإرادة التي لقنتها لولدي طريق للتخلص من اليأس والحزن إذ لابد من القيام بعمل ما أُثبت فيه عظمة الأمهات السوريات، وأُكمل من خلاله رسالة ولدي الذي أصر على التصدي وعدم الاستسلام للخونة من أجل تحقيق النصر، فاستشهد وانتصرت رسالته التي من واجبي الحفاظ عليها وإكمالها، مضيفة:
من ربوع قريتي الجميلة (أبو مكة) كانت بداية انطلاقتي فتوجهت اهتماماتي لصناعة الزيوت الطبيعية (زيت أشجار الغار والزيتون) ومن ثم التحقت بدورة لصناعة الصابون تحت إشراف رابطة أبناء الشهداء وبدأت بصنع صابون الغار ومن ثم صابون الأعشاب الطبيعية التي كنت أزرعها بيدي لتصبح تلك الصوابين علاجية لاحقاً ومرخصة من مديرية الزراعة وبدعم من السيدة رباب وردة رئيس دائرة التنمية الريفية.
وتتابع أم علي: قمت بتصنيع أنواع عدة من الصابون خاصة بعلاج الأمراض الجلدية ومشاكل البشرة (حب الشباب) مثل صابون حبة البركة وصابون إكليل الجبل ومن ثم طورت عملي بنفسي لصناعة الشامبو العلاجي بالأعشاب الطبيعية والكريمات العلاجية (علاج الصدفية والأكزيما والثعلبة وغيرها)، وكانت جميعها مطابقة للمواصفات القياسية السورية بعد خضوعها لتحاليل مديريتي الزراعة والصحة وأنا الآن بانتظار الحصول على براءة اختراع لصابون علاج البهاق والذي هو قيد الدراسة والتحليل.
أما بالنسبة للأنشطة والمعارض التي شاركت بها السيدة أم علي للتعريف بمنتجاتها قالت: بدأت بعرض منتجاتي ضمن صالات فرع السورية للتجارة التي أتاحت الفرصة للمرأة الريفية بالترويج لمنتجاتها ضمن صالاتها وبشكل مجاني، وبعد ذلك شاركت في معارض وفعاليات عدة منها: السوق الخيري في دمشق (خيمة رمضان) خلال عام ٢٠٢١ ومعرض منتجات المرأة الريفية في حديقة تشرين عام ٢٠١٩ إضافة لمشاركتي بمعارض عدة ضمن محافظة اللاذقية منها معرضين في فندق ألما ومعرض السوق الخيري في حديقة البطرني، ومؤخراً تم أخذ عينات من منتجاتي لترشيحي لمعرض دمشق الدولي قريباً.
يبقى الإصرار أقوى من جميع الظروف والتحديات، وما دام الأمل بالاستمرار موجوداً لدى الأشخاص الأكفاء، سيبقى مفهوم العطاء والتضحيات راسخاً في عقولهم وقلوبهم لتترك تضحياتهم آثارها وبصماتها كشواهد لعظمتهم في جميع الأزمنة.
جراح عدره