الوحدة: 15-7-2021
بين أيديكم أصدقائي سبع قصص كتبت لكم، وفي كل قصة قلب صغير ينبض بالحب والخير والعطاء، ويناديكم: ابحثوا جيداً، قد تجدون قلباً صغيراً في الخزانة أو على قارعة الطريق، في حقيبة المدرسة أو في حقيبة جدتكم الوردية، في المنزل أو بين أشجار الغابة.. ابحثوا هنا وهناك، وبين صفحات هذا الكتاب، ففي داخل كل منا قلب ينبض).. بهذه الكلمات توجهت الكاتبة أريج بوادقجي، رئيس تحرير مجلة شامة الموجهة لمرحلة الطفولة المبكرة، إلى الأطفال الذين تكتب لهم في مجموعتها (قلوب صغيرة) من خلال اعتماد أسلوب التجديد في الموضوعات ومخاطبة الإحساس وطرق أبواب عناوين مبتكرة تشد انتباه الطفل وتنمي ذائقته، فقد تمكنت الكاتبة أريج بوادقجي من دخول عالم أدب الطفل من خلال سلسلة القصص الموجهة للأطفال التي أصدرتها عبر مسيرتها الأدبية وآخرها مجموعة من القصص التربوية الهادفة باللغتين الإنكليزية والفرنسية، فقد أشارت الكاتبة بوادقجي في لقاء لها مع (سانا الثقافية) إلى أن القصص التي ستتم ترجمتها إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية، ستترافق مع إصدارها بالعربية أيضاً ومن هذه الأعمال (عجائب الجمل جوجو) مغامرات لمى والحروف وهي رحلة خيالية تقوم بها لمى للتعرف على أحرف اللغة العربية بأسلوب شائق، (التمساح الصغير توتو) (صلاح وصندوق التفاح)، (اعتراف سامي)، وتابعت بالقول: إن السوريين المقيمين خارج الوطن يتوقون للحصول على قصص على مستوى أدبي جيد وملائمة للثقافة السورية في الوقت ذاته وبناء على هذا تواصلت معي دار نشر بريطانية وبعد اطلاعها على مجموعة من أعمالي، تم الاتفاق على تقديم مجموعة من القصص التربوية الهادفة والداعمة نفسياً ومعرفياً للطفولتين المبكرة والمتوسطة. ومن خلال قراءة سريعة في أدب الكاتبة أريج بوادقجي نلاحظ أن الكتابة للأطفال عندها تعتمد على عدة مقومات: أولها الحساسية الفنية والسلاسة الكلامية والروح الشفافة، والقدرة على استخدام اللغة بما يلائم مستوى الطفل ويلامس روحه وإحساسه، إضافة إلى تقديم المتعة والفائدة والقيم التربوية، فهي تؤكد أن بناء الطفل معرفياً ولغوياً وجمالياً يحمل تحديات كبيرة تتمثل باختيار الفكرة المناسبة ولاسيما المدهشة والمبهرة بعيداً عن الإسقاط الحرفي على الواقع والتركيز على الخيال، لأن القصص الخيالية تجذب الطفل وتجعله يحلق في عالم جميل عن طريق توظيفه بشكل هادف، ولأن الطفل كائن بصري كما ترى بوادقجي فإن القصة الموجهة له يجب أن تعتمد على الرسم كحامل أساسي، وعلى الكاتب أن يتخيل القصة عندما يكتبها ويضمّنها كائنات مدهشة ولطيفة ومحببة حتى تكون عند رسمها جميلة وجذابة، وأن يعتمد لغة تفاعلية قائمة على الأسئلة والأجوبة والحوارات والنهايات المفتوحة، بعيداً عن الوصف والسرد والحشو، ففي مجموعتها القصصية (قلوب صغيرة) اعتمدت الكاتبة على مخاطبة القلب والإحساس في الطفل لذلك اختارت لها هذا العنوان ليعبر عن الروح التي نسجت منها تلك القصص. والمجموعة تتألف من سبع قصص تتناول موضوعات إنسانية بحتة مثل العطاء والكرم والحنين للوطن والانتماء والعائلة التي يكون الأساس فيها المشاعر الجميلة التي يحتويها القلب، أما قوام المجموعة القصصية بشكل عام فهو كيفية نقل الشعور عن طريق اللغة وصياغة أحداث وتفاصيل صغيرة والاستناد عليها لنسج قصة متكاملة من حيث الشكل والمضمون. وفي قصتها (فرصتي الذكية) تتطرق الكاتبة لموضوع الثّقة بالنّفس، النشاطات، التسلية، الوحدة… فبطلها (مؤنس) هو فَتى لطيفٌ، كان يعاني من شعوره بالوحدة وقِلَّة الأصدقاء، إلا أنّه بفصل قوة إرادته وحسن تفكيره، استطاع التغلب على مشكلته هذه واستغلال فرصته بذكاء !… وتدعو الكاتبة الأطفال لكي يستلهموا منها كيفية استغلال فرصهم بذكائهم الخاص، ومؤخراً صدرت للكاتبة قصة بعنوان (روبوت نعسان) عن الهيئة السورية للكتاب وهي موجهة للطفولة المبكرة اصطحبت الأطفال من خلالها إلى عالم التكنولوجيا والمعلومات وحاكت أيضاً عالم الحيوانات الشائق والمليء بالأسرار بقالب قصصي يحمل قيمة وأسلوباً طريفاً ومحبباً بعيداً عن الوعظ والمباشرة، وعن أعمالها الموجهة للأطفال تؤكد الكاتبة بوادقجي: إن معظم أبطالها بشر، وتتناول هدفاً إنسانياً وفكرياً، فالطفل طاقة كامنة وبذرة تكمن فيها الإمكانات والإبداعات ستزهر فرحاً وتفاؤلاً ونجاحاً وأملاً إن اعتينا بها على أتم وجه، فالأطفال هم استثمار، والإنجازات الاجتماعية والمعرفية والإنسانية التي سيحصلونها ستردّ على الأهل والمجتمع ككل. بالنسبة لكتاباتي للأطفال كتبت عدّة قصص نشرت في مجلات عربية ومحلية، إضافة إلى المواد العلمية والمعرفية التي تحث الطفل على البحث والتنقيب عن أسرار الحياة وطبيعتها.
ولعل من المحطات الجميلة والمستمرّة حتى الآن، سيناريو (فصيحة) الذي ينشر كسلسلة في مجلّة أسامة، ومن خلاله أقدّم فوائد لغوية للأطفال بأسلوب طريف ومقرّب إلى الطفل. وقد صدرت لي عدة كتب منها: فرصتي الذكية، وراعي الحروف، وقلوب صغيرة، وملفوف يعود إلى صوابه، ولمن ستكون الهدية، كما كتبت كتاباً لليافعين يتحدث عن سيرة وتجربة الفنان التشكيلي الدكتور حيدر يازجي، وهناك عدة كتب قيد الطباعة في دور نشر عربية.
الجدير بالذكر أن الكاتبة أريج بوادقجي خريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة حلب وعملت في مجال الصحافة والإعلام وإدارة التحرير في عدة مؤسسات إعلامية سورية وشغلت أمين تحرير لمجلة أسامة لعدة سنوات وحالياً رئيس تحرير مجلة شامة الموجهة لمرحلة الطفولة المبكرة وهي كاتبة قصة وسيناريو للأطفال لها عدة كتب مطبوعة في دور نشر محلية وعربية، كما تنظم دورياً مجموعة من الأنشطة التفاعلية للأطفال بهدف تنميتهم فكرياً ومعرفياً وأدبياً.
فدوى مقوص