مخالفات كبيرة تفتقد التأسيس ومصيرها مجهول- فديو

http://youtu.be/GUI6ljMkF3E

الوحدة : 2-7-2021

بات السكن وتأمينه لجميع الأطراف غاية الغايات والطريق الأسرع للربح الكبير عبر تجّار الحاجة وصاحبها الأرعن، وهناك مناطق في قلب مدينة اللاذقية كانت عبارة عن أراضٍ بور، أو مشاع للدولة مؤهلة لتكون استكمالاً لأبنية حكومية خدمية، هي عديدة ومتشعّبة، علماً أن بعض ألوان الدولة كان بجانب تلك المسارح كمخفر الشرطة والتجمّع الضخم للمدارس في قنينص وغيره، تجمّع مخالف كبير خُلق من رحم الأزمة والمخالفات، هو عبارة عن شبه ضاحية تحوي شارعاً طويلاً تتخلّله عدّة تفرعات داخلية، يتكوّن كغيره من الشوارع من محلات تجارية متعدّدة بمساحات متفاوتة، محلات سمانة ومخازن ومناشر وغير ذلك، الدخول فيه أشبه بشوارع مخيم فلسطين والتضامن الضيّقة على أطراف شامنا التي نُحب ونعشق، فقد تم الانقضاض على تلك المساحات الغربية، حيتان المخالفات وتجّار الأزمات استلمت زمام الأمور، لم يكتف هؤلاء الجزارون بطابق أو اثنين، فقد تسلّقت نحو الأعلى لحدود الستّة طوابق، وعلى نسق واحد تماشياً مع التقسيمات الشارعية والابتعاد (الأخلاقي) عن حرم تجمّع المدارس، والأنكى بالموضوع أن تخديمها بالماء والكهرباء والأمور الأخرى كان حاضراً، أي أن هناك شبه علاقة رضى وموافقة بين الجهات الحكومية ومنفّذي المخالفات، والأكثر أهمية هو سوء التنفيذ والسرعة القصوى بالإشادة، مع إهمال واضح للسلامة السكنية والتقيّد بالقوانين الهندسية وأنظمة البناء من حيث إنشاء قاعدة وأساسات متينة تحمل بأمان ذلك الحمل الضخم والثقيل، كذلك غياب الرقابة على مواد البناء ونسبة تواجدها ضمن تلك الخلطات العمرانية، حدث هذا في ليالٍ ظلماء حلّت عليها لعنة الشياطين، حلّت عليها أيادٍ خفية كانت الدولة في تلك الأثناء منشغلة بمكافحة الجرذان التي خرجت من هوامش المخالفات تتحيّن المكر متنكّرة بجلد (ناعم) داخل تلك المدينة البيضاء، شعاراتها تحضّ على الكراهية، تلقّنها فئة ضالّة عبر الفضائيات التي لامست العبث بالوطن ومحتواه، غير أن الحديث عن تلك الفورة يطول، وقد ساقنا إليه انشغال مؤسسات الدولة بالأمور الأهم بتلك الأثناء وهي القضاء على الإرهاب، وقد حدث أن شاهدنا خلال هذه الفترة ظهور ضواحٍ سكنية كثيرة لا تقلّ عن العشوائيات المجاورة الأخرى، كانت عبارة عن مساحات من أملاك البلدية كانت تنهض ليلاً، وكل ذلك يسوقنا إلى ضرورة محاسبة من سوّلت له نفسه المشاركة بهذه السرقة الموصوفة مهما كانت تبعيتها وطريقة الاستيلاء عليها، كما أنه أصبح من الضروري قدوم العطار الذي سيصلح ما أفسدته تلك السنين العشر، ليس بتلك المنطقة فحسب، فقد توزّعت الحيتان لتشمل مناطق عدة متاخمة لتجمعات كبيرة مماثلة كحي الزقزقانية والمنتزه وما حول بسنادا والدعاتير كافة والرمل الجنوبي وغيرها.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار