الوحدة: 24-6-2021
في دراسة تربوية حديثة، أكد مجموعة من الباحثين أن دروس الموسيقا توازي الواجبات المدرسية في الأهمية، وتعزز قدرات الطفل الفكرية والذهنية وتطوّرها، فبمجرّد أن يتعلّم الطفل قراءة النوتات والتمييز بينها ومعرفة معانيها يصبح في إمكانه التنسيق بين وظيفة الدماغ والعين والصوت الذي تتطلّبه الدروس العادية.
أما كيف يمكن للأهل اختيار الآلة التي يعزف عليها طفلهم؟ فتجيب الدراسة بأنه: قبل أن يفرض الأهل على الطفل أن يكون عازفاً يجب أن يكون مستمعاً حقيقياً، ويجب تعريفه إلى جميع الآلات، وبعدها يختار إحداها، وهناك مستويات عدة من التعريف. في البداية لا يتعلم الطفل العزف وقراءة النوتات بل يتعرّف إلى ما هو إيقاعه سريع وما هو إيقاعه بطيء وما هي الأصوات التي تصدرها كل آلة.
وتشير الدراسة إلى أن اختيار الآلة الموسيقية يعبّر عن شخصية الطفل وغالباً ما يكون الاختيار تبعاً للمعايير الاجتماعية، غير أن إلزام الطفل عزف آلة لا يحبها قد يؤدي إلى نتيجة عكسية.
ولخصت الدراسة مجموعة الأسباب التي تجعل الطفل يرفض تعلم العزف منها: البدء بتعلّم الموسيقا في سن صغيرة جداً، وكذلك إذا كان الأهل هم الذين اختاروا الآلة بدلاً من الطفل، بالإضافة إلى أسلوب أستاذ الموسيقا الذي قد يكون عازفاً ماهراً ومشهوراً، ولكن ليست لديه الطريقة الصحيحة التي تحفّز الطفل على إكمال درسه، خاصة إذا تعرّف الطفل إلى النوتات بأساليب تربوية قديمة فإنه سينفر من العزف، علماً أن الأساليب الجديدة تربط بين السمع والقراءة.
وأشارت الدراسة إلى المكان الأمثل في المنزل لوضع الآلة الموسيقية وهو في الغرفة التي لا يكون فيها وجود دائم للراشدين، فهناك احتمال كبير أن يشعر الطفل بأنه مراقب، كما أنه من الأفضل أن يذهب الطفل إلى المعهد الموسيقي بدل حضور الأستاذ إلى المنزل ذلك أن الطفل سيلتقي في المعهد أقراناً له ويكتشف أثناء عزفه ضمن المجموعة أنه ليس الوحيد الذي يرتكب أخطاء، مما يعزز ثقته بنفسه.
وينصح اختصاصيو التربية الموسيقية الأهل بأن يعرّفوا الطفل إلى أنواع عدة من الآلات الموسيقية قبل اختيار إحداها. فهناك معاهد تعرّف الطفل إلى الآلات الموسيقية، وبذلك يتم تحديد الآلة بناءً على رغبته، وقد يستغرق ذلك شهوراً عدة، أما إذا كان اختيار الآلة بناء على اسمها أو على صوتها أو شكلها، فإن الطفل سيغيّر خياره باستمرار وقد يعزف عن تعلّم الموسيقا جملة وتفصيلاً. كما يمكن للأهل مساعدة طفلهم في الاختيار كأن يشجعوه على حضور مهرجان موسيقي، فبمجرد أن يرى باستمرار أشخاصاً يعزفون يسهل عليه تحديد الآلة التي يريد تعلّم العزف عليها.
وخلصت الدراسة للقول: إن الكثير من الأهل يرغبون في تعليم أطفالهم العزف على آلة موسيقية باعتباره نشاطاً مهماً في حياة الطفل، وهذا أمر جيد وإن يكن ليس من الضروري أن يحترفه في المستقبل، فالموسيقا تهذب الروح والسلوك ولها تأثير إيجابي وهي ليست مخدراً للفكر بل منشطاً للذكاء والإبداع.
فدوى مقوص