التكيف… تأقلم مع ضغوط الحياة

الوحدة 23-6-2021

 ضغوطات الحياة تشكل مصدر تهديد للكائن الحي، لذلك يعمل على مقاومتها وإزالتها والتغلب عليها، والإنسان من أكثر الكائنات الحية قدرة على التكيف مع شروط البيئة الطبيعية والاجتماعية, يتحمل قسوة البرد وشدة الحر والتكيف مع كل ما هو غريب عنه ولا يناسبه, وعند تغيير البيئة التي يعيش بها قادر بسهولة على التأقلم مع البيئة الجديدة.

 التكيف عملية ديناميكية مستمرة لإحداث تغيير في السلوك للتوافق والانسجام والتلاؤم مع المحيط, وهو قدرة الإنسان على تكوين علاقات ناجحة مع بيئته ومجتمعه للحياة في ظروف أفضل، وتحقيق ما يريده ولا يتم بصورة فطرية غريزية بل بجهد عقلاني يبذله الكائن الحي للبحث والوصول إلى الوسائل التي تساعده على التأقلم ومواجهة الظروف المحيطة وحفظ بقائه.

الشعور بالسعادة يأتي من الأفكار قبل الأفعال وكلما كان التفكير إيجابياً زادت السعادة وتحققت الآمال والأهداف في الحياة والتكيف في الأصل مصطلح بيولوجي يقول: (إن الكائنات الحية تحاول مواجهة العوامل الطبيعية التي تحيط بها لتقوى على متابعة الحياة والحيلولة دون فنائها)  ويرتبط بقدرة الفرد ووعيه الثقافي والاجتماعي وسعيه الدائم لتطوير ذاته واستخدام العقل للتلاؤم مع البيئة المحيطة للسيطرة على المواقف والوصول للحلول أياً كانت الظروف والتحديات وفلسفة التأقلم مع الواقع وظروف الحياة بحلوها ومرها  أمر يحتاج للكثير من التبصر والقناعة والمرونة ورسم الابتسامة على الشفاه بدلاً من العبوس والتقطيب والتجهم على الحياة والإيمان بأن الغد أجمل, فهناك أشياء تفرض نفسها وضرورات لابد أن تعد أحد أهم المسببات وموجبات اتخاذها للتعامل مع أي شريحة من المجتمع.

 أفضل محطات الحياة تلك التي لا ندري فيها ما يجب علينا عمله واستشفاف إرادة الحياة من قلب العدم وعند ذلك نكتشف قوتنا الداخلية التي تدفعنا للاستمرار بانتظار فرج قد لا يأتي فمهما انعدمت سبل العيش هناك إمكانية دائمة لرؤية بصيص القدرة على الاستمرار والبقاء… الكاتبة لو أندريا سالومي تقول في إحدى نصائحها: (لن تمنحك الحياة أية هدية صدقني, إذا أردت أن تكون لك حياة، اسرقها).

 الإرادة وقوة الإصرار تصقل الروح  بملح الصبر وتمد الإنسان بالطاقة والقوة.. علينا ابتكار وخلق تفانين عيش لامحدودة وتجنب المراوغة والتجاهل, ومواجهة المواقف والصعاب.

 نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار