بين الشط والجبل… أشتاقك الآن

الوحدة: 21-4-2021

 

 

أشتاقك الآن… أيتها المسترخية على عتبات القلب.. أشتاق عينيك.. خديك وخصر البيلسان.

أشتاقك الآن.. أشتاق نبعك الرقراق… وشجرة الصفصاف… وأنا لطالما أحببتها شجرة الصفصاف والتي كنت أحس أنها تشبهني كثيراً… فقد رافقتها سنوات عمري وكنت أراها وهي تنكفئ إلى جذورها وقد كبرنا معاً.

 ×××

أشتاقك الآن… أشتاق سفحك المخضر وقد كانت وروده تزهر شموساً وكنت أرى الربيع وهو يورق في منحنياته وكانت السماء تنهمر في مقلتي وصدى موّال راعٍ ساح وأغنامه تصلني معطرة بالشوق والأحلام… وكنت أرى نفسي وقد خلعت عنها ما علق بها من براثن الضجر والسأم.

×××

مدلهاً بالحنين غالبت أشواقي، ونمت في كبدي أسراب غمامٍ سكبت غيثها فرحت أتوكأ على جراحاتي وأصغي إلى حفيف أشجار الحور… وكنت أسأل: كم من الحزن يجب أن يمر لكي نعرف غناء الشجر؟ وكم من الحزن يجب أن نسكب حتى نعرف كيف نتحدث مع العصافير والريح والمطر؟

×××

أنا الآن في بوابة الربيع… مواكب الشوق تدق باب القلب… فأفرش جسدي جسر اشتياق أبعثره على رصيف العمر.

أستحضر صورتك الجالسة في عيني. أقر بها… وأبعدها فتنهض حقولك من سباتها وتفرش وهادها سنابل وقمحاً وأفياءً وماء.

×××

تضيء حروف قصيدتي. تتعربش على حيطانك المسورة بالياسمين والسوسنات فأقول:

تعالي.. أنت مني بوح قافيتي

وأشعاري أطوفها على سحب غريزات

تعالي، كي نزيح العتم من مقلٍ ضريرات.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار