الوحدة : 13-4-2021
أحلام الصغار تكاد تشابه أحلام الكبار وهي تمس الواقع والعيش كما عند إسماعيل سليمان_ صف رابع إذ أشار إلى أنه يحلم باحتضانه لمجموعة صيصان يربيها لتكبر وتصير دجاجات تهبه البيض الذي يحبه ،ويعفى من الذهاب للدكان لشرائه كلما اشتهاه وأرادته أمه والأفضل أن يكون بينهم ديوك فهو يحب الشواء وليكفي حاجة البيت كما أن ابن الجيران هشام الذي تسرح من الجيش أخذ قرضاً ليكون لديه مدجنة وفيها أعداد كبيرة وهو ليس له بالمكان المناسب و صغير ليس بيده القرار, وقد أخفق كثيراً في نيل حلمه عندما كانت أمه ترفض طلبه من أبيه بأن يحضر له صيصان من السوق, لكنه اليوم يرفرف بجناحيه فوق كومة صيصان بعد أن نال الرضا والثواب بتفوقه في صفه وكان جزاؤه عشرة صيصان, ليجلس بالبيت يحبس نفسه معها فهي تحتاج للرعاية منه والاهتمام كما يقول. وعلى الفور أحضر لهم صندوقاً من الكرتون المفرغ من أكياس الشيبس من دكان جارهم ليضعهم فيها وجلب لهم الطعام والماء، ولما سألناه :إن كان قادراُ على تربيتهم ومن أين له المعرفة ؟ رد قائلاً : من النت حفظت كل شيء عنهم, فجلبت لهم من عند بائع الحبوب كيساً صغيراً من العلف مرحلة أولى بألف ليرة تكفيهم لبضعة أيام وقد أحبوها كما أن البائع الذي أحضر والدي منه الصيصان كانوا في قفصه يأكلون ذرة مطحونة لهذا جلبت لهم أيضاً كيساً آخر من الذرة المطحونة لأنوع لهم في مأكلهم ويكبرون سريعاً وهو ما يكفيهم لأربعة أيام أو خمسة, وأحياناً من رغيف الخبز الذي أكله ومنظرهم يسعدني ورغم أني أوليتهم كل اهتمام إلا أن أربعة منهم ماتوا ولم أعلم السبب أمي ترفض أن أضعها داخلاً بالصالون وتقول: كورونا أبعدها واغسل يديك, لكنها صغيرة ونظيفة وجميلة ومع هذا أغسل يدي كلما لمستهم ونظفت لهم (بيتهم) كما أن هذه الأيام باردة عليهم لهذا كنت أضعهم أمام المدفأة فترينهم قد اصطفوا على جدار الكرتونة الملاصق لنار المدفأة كما نحن نصطف في المدرسة فنضحك أنا وأختي رهام , ولم يبق غير ستة صيصان وأحدهم متعب رأيته اليوم فوضعته في جورب صوف ليشعر بالدفء, بت أعلم إن كان أحد الصيصان سيموت فهو طوال الليل يصيح . إسماعيل يحلم بمزرعة فيها كلب كبير ودجاج وبط وخاروف, وقد بدأها بصيصان, ووعده والده بكلب (هاسكي ) عندما يكبر الصيصان وينقلوها لبستانهم في الصيف, فهل سيكبر حلمه معه ويصل له وقد أوقد عود ثقاب له ؟
هدى سلوم