الوحدة : 23-3-2021
لطالما أفرزت الأزمة التي تواجهها البلاد الكثير من المريضين نفسياً ووجدانياً، هؤلاء الذين استغلوا جميع تلك المفرزات بكل تفاصيلها الدقيقة بغية مصالحهم الشخصية التي فضلوها على الوقوف مع الوطن والمواطن.
وما التلاعب بقوت ومتطلبات العباد واستثمار الحاجة الماسة لها وعزّها عنهم واحتكارها لبيعها بأسعار مضاعفة بغية الربح إلا وجه مظلم لهم، أسقطت عنهم أقنعة الإنسانية وظهرت بهيميتهم بوضوح دون رتوش يخفونها.
الدلائل واضحة نعيشها بكل أحداثها من أزمة الغلاء وفقدان أغلب الضروريات وأهمها ما نعانيه حالياً من مشاكل المواصلات وإحجام أغلب السائقين لوسائل النقل العامة عن العمل لبيع مخصصاتهم من الوقود بأسعار مضاعفة وترك الناس يواجهون هذه الأزمة بالمعاناة الطويلة بالانتظار أو السير في ظل غياب الرقابة والمحاسبة لهذه الفئة المارقة.
محاولات التذليل للمواطن السوري من قبل أبناء جلدته مستمرة ولكن لحين، فما عجزت عنه كل المحاولات الخارجية لإركاعه فشلت وبالتأكيد ستفشل محاولات ضعاف النفوس الحالية بإصرار وعزيمة هذا المواطن الذي اتخذ من مقولة سعد الله ونوس شعاراً له: (نحن محكومون بالأمل) والأمل مقرون بمن قلبه وفكره وعزمه على خدمة هذا المواطن وإركاع كل من حاول ويحاول وسيحاول إذلاله، وإلى ذلك الوقت عيوننا ترنو وستراه حتماً.
ميساء رزق