كيف غيّرت معلمة حياة طفل كفيف؟

طرطوس- سانا: 18-3-2021

 

علامة كاملة في الصف الثالث الابتدائي وتصفيق من زملائه كانت كفيلة في تغيير حياة الكفيف ممدوح ديبو وقراره بإكمال تعليمه والحصول على شهادة جامعية ومهنة في المجال التربوي واليوم بعد 45 عاماً لا يزال يتذكر صاحبة الفضل في نقطة التحول هذه. ديبو خريج قسم اللغة العربية يعود بالذاكرة إلى عام 1976 وتحديداً عندما كان في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة قريته بستان الحمام بريف بانياس ويقول:

عانيت في الصفين الأول والثاني من نظرة البعض بأنني كفيف وغير قادر على التعلم لكن عندما وصلت إلى الصف الثالث تغير الوضع كلياً بوجود المعلمة ماري خوري حيث وضعت لي علامة عشر درجات وطلبت من الطلاب أن يصفقوا لي ومنذ ذلك اليوم قررت أن أحقق أفضل النتائج العلمية.

ويتذكر ديبو كيف كانت المعلمة خوري تصطحبه على طريق المدرسة وتمسك بيده ليتمكن من الكتابة والمتابعة مع زملائه في الصف معتبراً أنه اليوم خريج جامعي وموظف في المجمع التربوي بمدينة بانياس بفضلها ورداً لجميلها يعطي دروساً مجانية لعدد من الطلاب في القرية.

المدرسة خوري التي تقاعدت من مهنة التدريس وهي الآن بعمر 64 عاماً تقول عن تجربتها مع ديبو: حاولت أن أكون كالأم التي تراعي مشاعر أبنائها باختلاف قدراتهم وحاجاتهم وديبو كان طفلاً مميزاً في الصف وأحببته لدرجة كبيرة فقررت مساعدته خاصة أنه تعرض لأذى نفسي في الصفين السابقين فقمت بنقله من المقعد الأخير إلى الأول ومنحته اهتماماً خاصاً ليشعر بالراحة والأمان وحرصت على تشجيعه بكل الوسائل وكنت أوصي دائما المعلمات بالصفوف القادمة للاهتمام به.

ولفتت خوري إلى أنها لم تسمع أخباره بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة لكنه تواصل معها بعد مدة للتعبير عن شكره ورغبته في رد الجميل لها ومساعدة من تريد من طلابها في دراسة اللغة العربية.

وأشارت خوري إلى أنها صادفت الكثير من الحالات الخاصة في مسيرتها المهنية كطالب لديه صعوبات ونجحت في تشجيعه على التفاعل والمشاركة وطالبة تمكنت من إعادتها لمقاعد الدراسة بعدما أراد والدها إخراجها من المدرسة لتبقى في المنزل ترعى والدتها المريضة مشيرة إلى أن المحبة والتشجيع قبل التعليم فالطفل دائماً بحاجة لمن يأخذ بيده ويحتضنه بعيداً عن التأنيب والعقاب.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار