الوحدة 18-3-2021
أقيمت في مركز ثقافي الحفة محاضرة بعنوان اللغة العربية بين الفصحى والعامية ألقاها الأستاذ إسماعيل أبو أحمد .وأشار خلالها إلى أن اللغة هي الأداة المعبرة عن منجزات العقل وإبداعاته، وعن نمو الثقافة وامتداداتها، وهي وعاء الحضارة ومرآة القيم .وأضاف بأن اللغة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالهوية فقد حافظت اللغة العربية على مكانتها المتميزة في ثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا على امتداد أربعة عشر قرناً وغدت لغة الحضارة والعلم والثقافة والمعرفة . ولفت إلى أنه من أهم التحديات التي تواجه اللغة العربية هي الازدواجية بين الفصحى والعامية ، ونعني بها تعايش اللهجات المعاصرة مع الفصحى، ولا يقتصر هذا القلق أو التعايش على بلد عربي دون آخر .فهذه الظاهرة تتفاوت بين البلدان من حيث اتساع الهوة بين هذه اللهجات وبين الفصحى ، ومن هنا فإن اللغة العربية والهوية العربية مقترنان بعلاقة تفاعلية تلازمية دائمة بل تكاد العربية هي الهوية وأي خطر يهددها إنما يهدد الهوية بسائر مكوناتها، فبقاء الهوية يعني بقاء الأمة وديمومتها وعليه فأن بقاء اللغة والمحافظة عليها وتعزيز مكانتها هو السبيل إلى المحافظة على الأمة وتحصينها ضد الأخطار ومكانتها بين الأمم .وأضاف بأن للغة دوراً فاعلاً في المحافظة على سائر مرتكزات تلك الهوية كالدين والتاريخ والفكر والوجدان العربي. وتطرق الأستاذ إسماعيل إلى آثار هذه الازدواجية اللغوية التي أدت إلى إيجاد تعليم يعاني من تخبط مدرسي اللغة أنفسهم واستخدام الفصحى والعامية بآن واحد ، وأدت إلى تصدع الوحدة الاجتماعية وتفريقها إلى طبقات ثقافية ، كما أن انتشار الازدواجية يمنع أو يقف حائلا دون نشر العربية في العالم العربي وغير العربي .لذلك لابد من جعل اللغة الفصحى لغة التعليم ولغة التدريس التي نتقيد بها ، فتسريب الفصحى إلى ألسنة متعلمي العربية سواء في البيوت أو في المؤسسات من شأنه تضييق الفجوة بين العامية والفصحى شيئا فشيئا وسبيل النجاح في ذلك هو الرغبة والإرادة في التمسك بالفصحى .مشيراً إلى أنه لابد من الإشارة هنا إلى أهمية وسائل الإعلام ودورها في ذلك فهي في جملتها لسان الأمة ، ومنبر التواصل والتحاور بين الجميع فهي آلة فاعلة في تشكيل الأفكار ورسم الاتجاهات وتقديم الخبرات والمعارف والثقافات لذلك لابد أن تكون كلمة وسائل الإعلام منتظمة لكل معاني المواطنة والالتفاف نحو لغة واحدة .لافتاً إلى أن الازدواجية بين الفصحى والعامية يعاني منها كل ناطق بالضاد وهي ظاهرة طبيعية عاشت حينا من الدهر في زمن وصف بالقوة والفصاحة ، وظلت على هذا النحو حتى في حياتنا الحالية لذلك لابد من تضافر جهود الغيورين على لغتنا الفصحى من أجل وضع الحلول للقضاء على ظاهرة الازدواجية بين الفصحى والعامية.
داليا حسن