فقر وحاجة في المصرف التجاري السوري بطرطوس !!!

الوحدة : 15-3-2021

 

كل اليأس يصيبك , وأنت تدخل إلى المصرف التجاري السوري بطرطوس !! لماذا ؟ سؤال يتبادر إلى ذهن القارئ من الجملة الأولى .. الظلام السبب . إذ لا كهرباء في الصالة الواسعة , وازدحام شديد للمراجعين .. وبانتظار الدور الذي يعلن عنه عبر مكبر الصوت , وشاشات صغيرة موزعة في أفق الصالة تعطي الرقم لصاحب الدور ، بعض الشاشات عاطل ، بدليل أنها مطفأة !! عند الموظفين في كوى الأموال . لا يوجد عدادات للمال !! هو عداد واحد يتم استخدامه عبر استعارته من بعضهم البعض .. يطلب الموظف العداد من جاره بكل أدب ولطف .. وترى العداد شبه مخرب .. تالف .. تقول سيدة , وقد طلب منها الموظف خلف الزجاج , وهو يناولها رزمة من المال أن تعدها : ويلي ؟!! لا أستطيع العد !! وتتابع : قد أخطئ .. تقول رفيقتها : سأساعدك لا تخافي .. كل الضجيج , والأحاديث المشتركة بين المنتظرين لدورهم , والعاملين , وعتمة إلا في الأماكن الضرورية لإنجاز العمل يدعو للعجب , ويعيد صورة ذات المصرف في مدينة أخرى كنت أتعامل معه قبل الحرب .. كانت الصورة مثالية جداً .. يدخل المراجع إلى المصرف وكأنه في بلد متحضر , حيث الهدوء , والنظام , والعمل الدؤوب .. صورة غادرتنا للأسف منذ سنوات !! سؤال نطرحه للمعنيين : هل يصعب تأمين التيار الكهربائي لمؤسسات الدولة التي تحتاج له خلال ساعات الدوام الرسمي , وليس لساعتين فقط ؟ هل يصعب تأمين مولدة كهربائية , أو حل بتنا نراه في أسواقنا على مدار الساعة ؟؟ وهل يصعب تأمين عدادات للأموال , و توزيعها لكل موظف يحتاجها في عمله الدقيق هذا ؟ الحقيقة أن من رأيتهم يعملون يستحقون كل الاحترام , وهم يجدون الحلول بصبر وتعب , وملل , وإرهاق .. نفضة قوية يحتاجها المصرف التجاري السوري , وغيره من المصارف .. مثل ضمة محبة , وواجب . ولا ننسى الأهم .. في تخديم الصرافات الآلية على مدار الساعة .. تلك التي تصطف على الرصيف المجاور للمصرف , حيث يزدحم المواطنون بجانب الباب الرئيس ، يقفون أرتالا بانتظار دورهم في سحب أموالهم. كمن يقف على الدور في محطة الوقود اليوم , أو أمام باب السورية للتجارة بانتظار ربطة خبز .. طوابير .. هو زمن الطوابير , والصياح , والضجيج , في شارع يضم كل أنواع المصارف , والمؤسسات !!

 سعاد سليمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار