بين الشط والجبل ..أزهار الكرز!

الوحدة 25-2-2021

 

معظم الذين خرجوا باحثين عن الحب الحقيقي في ليلة نيسانية مقمرة، عادوا بزهرة ثلج تحدثت عنها الأسطورة، تلك الزهرة التي تستغرق ألف عام كي تولد، لكنها تبقى ساحرة حد الدهشة!

 أولئك الذين لم يجدوا الحب أبداً، وهبوا قصائدهم للريح، عانقوا خريف المسافات المتعبة، مسحوا دموعهم بكف القمر، وظلوا لسنوات طويلة يكتبون اغتراباتهم ورسائل حنينهم دون عناوين أو طوابع بريدية..

يقول نزار قباني: في الأسواق هدايا لكل شيء.. إلا هدايا القلب.

وأيامنا تقول: أصبحت هدايا القلب مصطنعة ومبالغ فيها.. وفقد الحب هويته الحقيقية حين أصبح مجرد صور وكلاماً معسولاً وهدايا مادية فخمة نتباهى بها فقط أمام الآخرين وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، وفي أحيان كثيرة يعكس الواقع أحاسيساً مغايرة تماماً!

يحكى أن ليوناردو دافنتشي كان يرسم تمثالاً ليهوذا الاسخريوطي، فقال الرجل: أنا من جلست أمامك منذ أعوام كموديل للسيد المسيح، فسأله دافنتشي بدهشة: وما الذي غيرك إلى هذا الحد!

أجاب الرجل بصوت خافت: لقد فقدت من أحب!

اليوم، في زمن المظاهر والماديات البحتة ربما نفتش عن وجه فضي يعبث بألواننا الحالمة، عن كلمة صادقة تتأبط اغتراباتنا ونمشي معها بثقة تحت المطر دون أن نخاف على رؤوسنا أن تبتل..

نفتش عن حب يترجم أقوالنا الى أفعال جميلة ويجعلنا نتمسك أكثر بنقائنا وطهر عواطفنا ولحظاتنا…

نفتش عن قصيدة تشبهنا بعد أن أعدنا قراءتها للمرة الألف.. لكننا لم نضجر منها  رغم بساطة مفرداتها وعفويتها:

(زوبعي يا أوراق شجرة الكرز

في ريح الربيع

الى أن تصلي

عتبه داره).

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار