اقتصاد المعرفة

الوحدة 19-2-2021

علينا الانتقال سريعاً من اقتصاديات وتحديات وتداعيات الحرب إلى اقتصاد السلم والبناء والأمان، إلى اقتصاد المعرفة والعلم الملائم جداً لبلادنا بعد انطلاق عجلة البناء الذي يحمل الرؤية المستقبلية لسورية ذات الاقتصاد المتطور المبني على العلم والمعرفة والثقافة ويدعم التنمية الشاملة المتوازنة عن طريق تحقيق معدلات نمو وتشغيل مرتفعة ومستدامة، وتنمية وتنويع مدخلات الاقتصاد الوطني وإيجاد بيئة استثمارية سليمة وإعادة العافية للقطاعات الصناعية والإنتاجية والزراعية والغذائية والخدمية.

يجب تطبيق مبدأ التشاركية والتشبيك بين القطاع العام والخاص والمشترك للنهوض بالواقع الصناعي وتخفيض الرسوم الجمركية ومستلزمات الإنتاج وانتهاج خطوات علمية لتوفير البضائع بمواصفات عالية للسوق المحلي والتصديري وحماية الصناعة الوطنية من منافسة الصناعات الخارجية، وإعفاء المؤسسات الصناعية من بعض الضرائب والرسوم على مستلزمات الإنتاج التي تعرقل نهوضها وتقديم الامتيازات وتبسيط الإجراءات التي تساهم في عودة الصناعيين من الخارج، ودعم القطاع الزراعي وتأمين مستلزمات إنتاجه الذي يعتبر صمام أمان الاقتصاد السوري وصاحب القدرة على تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي والتنمية المستدامة.

إن تشجيع الاستثمار يساهم في خلق قيمة مضاعفة تحفز العمالة وتدفع بعملية الإنتاج بما يسهم بتنمية مجتمعية متكاملة تحقق الأهداف الاقتصادية والخاصة وتشجع على الدخول في استثمارات جديدة، وتأمين بيئة استثمارية لجذب الاستثمارات من الخارج وإعداد الخارطة الاستثمارية والفرص الواعدة الموزعة على القطاعات الصناعية والاستخراجية والتحويلية والزراعية والحيوانية والكهرباء والطاقة والسياحة والخدمات.

يجب إعداد خطة وطنية شاملة بالتعاون بين وزارة التعليم العالي والهيئة العليا للبحث العلمي والتركيز على الجانب التنموي الداعم للاقتصاد الوطني واستقطاب الكوادر والخبرات الوطنية وتوفير كل الإمكانيات والوسائل والسبل لتحقيق قفزات كبيرة في مجال البحث العلمي، والتنسيق بين الجهات العلمية البحثية ومؤسسات ووزارات الدولة الأخرى والتشبيك بين الباحثين السوريين داخل وخارج الوطن لبناء التواصل والتفاعل بينهم، وتعزيز الموازنة الداعمة للبحث العلمي وتوزيعها على الهيئات العلمية بما يتناسب مع دورها وأدائها وتعزيز الصلة بين هذه الهيئات والقطاعات الإنتاجية والخدمية العامة والخاصة.

المغتربون ثروة وطنية من خلال قدراتهم وخبراتهم وهم شركاء حقيقيون في بناء الوطن وإعادة بناء ما دمره الإرهاب وهو ما جسدوه في مختلف دول الاغتراب من خلال دعمهم اللامحدود للوطن الأم.. يجب التواصل مع الباحثين السوريين في المغترب وتعزيز التعاون بين الخبراء المغتربين والمؤسسات الوطنية العلمية بما يحقق المساهمة الفاعلة في بناء اقتصاد المعرفة القائم على العلوم والتقانة والابتكار.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار