الوحدة 10-2-2021
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان أهازيج الشتاء في ريف الساحل ألقاها الأستاذ حسن إسماعيل وقال فيها:
لكل فصل من فصول السنة طقوسه وأغانيه وحكاياته، كما لكل عمل من أعمال أبناء الريف أيضاً أغاني وحكايات وسلوك وكلها ذات طابع اجتماعي إنساني تبدو فيه روح التعاون والمتعة بالعمل حين كان الإنسان بحاجة إلى أخيه الإنسان وحين كانت الأعمال الريفية بمعظمها تحتاج إلى الجماعة لعجز الفرد أن يقوم بها لوحده كالصاد وقطف الزيتون وعصره وبناء البيوت وغيرها من الأعمال، وهناك بعض طقوس فصل الشتاء في ريف الساحل السوري ومنها تأمين حاجة الأسرة من الحطب للتدفئة والقيام بتجهيز التنور والطبخ أيضاً وعادةً يكون جمع الحطب في فصل الخريف من الأراضي البائرة والغابات وبقايا تقليم الأشجار المثمرة، وللحطب ثلاثة أنواع القرامي التي تقلع من تحت الارض وهي التي تعطي الدفء الأفضل وكما يقول المثل الشعبي (النار بالقرامي)، ثم الزنود وهي جذوع الشجر وأغصانه الغليظة وسميت الزنود التي توازي سماكتها سماكة زند الرجل لذلك سميت الزنود، ثم الحماية وهي أغصان الأشجار الرقيقة التي تستخدم في التنور لصناعة الخبز والفطائر ومعروف أيضاً أن قلع القرامي وقطع الأغصان من مهمة الرجال بينما تقوم النساء بنقل الحطب من البرية إلى البيوت وكانت هذه المناسبة فرصة للشباب للتعرف على الصبايا والتغني بجمالهن، وبالطبع كانت من المواصفات المطلوبة والمحبوبة عند الناس صفة الفتاه التي تحمل أكبر حملة من الحطب، أما ما كان يردده الحطابون رجالاً ونساءً من أغاني أثناء العمل فهي كثيرة وغالباً ما كانت مقاطع على وزن أغنية من الأغاني الشعبية المعروفة مثل علالا، دلعونا، على الهوارة وهناك بعض الأغاني أو المقاطع الخاصة بموضوع الحطب ومن أغاني الحطابين التي كان يؤلف كلماتها الشعراء الشعبيون ويرددها الناس في المناسبات وخاصة التي يكون موعدها في فصل الشتاء مثل البربارة والقوزلة ضمن مراسم الدبكة نذكر منها:
حطابين وحصادين. وفرحانين بعيشتنا
وعشقانين وعرقانين. وفهمانين محبتنا
كوخ صغير فوق معمر.
بعدو أخضر
ويزلغط عاتلتنا
زرعنا التل بورد وفل.
و بكرة تغل روابينا
قمري يهل وغيم يطل.
ونحنا نضل بأراضينا
وبمعاولنا ومناجلنا.
بتبقى إلنا
إلفتنا ومحبتنا
أيضاً كان هناك أغانٍ في القوزلة والذي كان يصادف في ١٣ كانون الثاني حيث كان يجتمع أهل القرى في ساحات قراهم ويشعلون النار للدفء والضوء ويقومون بمراسم الدبكات مساء وحتى ساعه متأخرة من الليل ويؤدون أغاني مختلفة، وأخيراً لا بد أن نشير إلى أهازيج كانت تؤدى عندما يتأخر هطول المطر حيث كان اهل القرية يضعون دمية من القماش والصوف ويرفعونها على عصا طويلة ويسمونها العريبية يحملها الشباب ويدورون في زواريب القرية ويجمعون من كل بيت ما يجود به الناس من قمح وبرغل وزيت وخبز وربما بعض الذبائح ثم يقومون بطهيها وتوزيعها على أهل القرية وكانت بمثابة دعاء الاستسقاء كما يسمى حالياً، ولن ننسى أن نعرج على بيت العتابا الذي كان رفيق أبناء الريف في كل أعمالهم ومناسباتهم وهناك الكثير من بيوت العتابا التي تشير بشكل أو بآخر إلى الطقس الشتوي.
http://www.youtube.com/watch?v=mzLFoY81lA4
رنا ياسين غانم