السبعينية (ثروة قادوس): أبيع الهندباء والخبيزة على الرصيف ولا أمدّ يدي بالسؤال!

الوحدة : 27-1-2021

تفرش أمامها على الرصيف بضع ضمات من الأعشاب البرية، تقطفها كل صباح وتأتي بها للمدينة لتبيعها بما تيسر، لم تغفر لها تجاعيد وجهها البهي ولا خصلات شعرها البيضاء الهاربة من منديلها المضمخ بطيب عرقها أن ترتاح ويصلها مصروفها بشكل ميسر دون جهد أوتعب.

السبعينية (ثروة قادوس) بائعة الهندباء والخبيزة وقرص العنة، أخذت من شارع النفوس ركناً تجلس فيه على الرصيف (لتنفّق) قطاف يديها من برية قريتها.

وبسؤالها عن سبب لجوئها لهذا العمل أجابت أنها تجني رزقها منه بعد وفاة زوجها منذ ١٥ عاماً ولا راتب لديها يسد حاجتها وهي فخورة برزقها الحلال الذي أعانها وساعدها بتربية أولادها الذين أكملوا تعليمهم وأصبح لكل منهم أسرة وأبناء، وأنها تأبى مد يدها للسؤال وطلب المال فعملها يسد حاجتها مع بعض العون من أبنائها عند استطاعتهم.

وأضافت أنها تتدبر أمور معيشتها حسب مدخولها وتقتصد قدر الإمكان وتسير على مبدأ المثل الشعبي (على قد بساطك مد رجليك) والحمد لله راضية على حياتي والجميع يحترمون تضحيتي وعملي وأنا بالتالي فخورة بما أقوم به وأرفض مد اليد والطلب فالعمل الشريف خيره كثير وبركته أكثر مهما كان مدخوله قليل (الظروف صعبة عالكل وبدنا ندبر أمورنا والله بيعين).

لا يمكن أن تمر بجانبها إلا وتلتفت إليها وتفكر فإما أنك تبتسم وتشعر بالرضى لأنك مثلها تعمل بشرف لتكسب رزقك ولربما تجبر خاطرها بشرائك باقة هندباء تهديك معها باقة أخرى هدية للبركة، أو أنك تغض طرفك وتتجاهلها كأنك لا تراها وتعبس، أجل تعبس لأن وجود امرأة مثل ثروة قادوس يدفعك للخجل من (رزقك الحرام) الذي تخجل به أمامها ولربما تشتهي طبق (الخبيزة) وأنت تأكل ما غلا وندر وبات حلماً لمن يفترش الرصيف ببسطة ما ويجري وراء تأمين سعر ربطة خبز وباقة خبيزة.

 ميساء رزق

تصفح المزيد..
آخر الأخبار