الثروة الحيوانية … دورها في الأمن الغذائي

الوحدة 26-1-2021  

 

سنوات الأزمة الخانقة التي تمر بها بلادنا أصابت لقمة عيش المواطن ومكونات الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي في الصميم وسوط الغلاء يلهب ظهر ويؤرق عيش الجميع , وصار حلم المواطن البسيط الحصول على اللحوم والألبان والأجبان بسبب الارتفاع الجنوني غير المبرر في أسعارها , سيما وأنها من الأغذية الصحية الرئيسية للمستهلك .

سورية بلد زراعي كانت تمتلك قبل الأزمة قطيعاً من الماشية المختلفة ( أبقار – جاموس – أغنام – ماعز ) يقدر بحوالي 17 مليون رأس وبفعل تداعيات الحرب والحصار الاقتصادي والاستنزاف المتعمد والذبح العشوائي للذكور والإناث والتهريب إلى خارج البلاد باستغلال الفلتان الأمني في بعض المناطق ما أدى إلى تناقص أعداد القطيع بشكل كبير ينذر بالخطر وإنعكاس ذلك على المواطن من خلال خروج منتجاتها من اللحوم والألبان والأصواف عن قدرة المواطن وطاقته الثروة الحيوانية ثروة وطنية علينا الحفاظ عليها وتحسين قطعانها وضمان ديمومتها واستمرارها كونها تساهم في الحفاظ على الأمن الغذائي وتأمين سلة غذائية للمواطن وتزويد الأسواق المحلية بمنتجات حيوانية عالية الجودة والحفاظ على الصحة العامة وتوفير فرص العمل والحد من الهجرة من الريف إلى المدينة وإلى الخارج وقد ساهم ارتفاع أسعار الأعلاف وتقلبات السوق وغلاء أسعار اللقاحات والأدوية البيطرية إلى ارتفاع تكاليف تربية الحيوان والقطيع وارتفاع اسعار منتجاتها وتراجع طلب المواطنين عليها وخروج الكثير من المربين من دائرة التربية والانتاج يجب اعادة الاعتبار للثروة الحيوانية وترميم القطعان لدورها في التنمية والتطوير ودعم الاقتصاد الوطني وتحسين نسل الأبقار المحلية للوصول إلى ثروة حيوانية ذات مواصفات وراثية قوية ورفع انتاجية سلالات المحلية والمحافظة على الأنواع عالية الإدرار واستيراد البكاكير المحسنة وتوزيعها على المربين في الأرياف بأقساط مريحة وتأهيل المباقر القائمة الحالية وزيادة الطاقة الاستيعابية لها وتنفيذ مباقر جديد والتواصل مع الوحدات الارشادية لتطهير الحظائر وتحصين قطعان الأبقار والأغنام ضد الجدري والأمراض الطفيلية والجمرة الخبيثة والحمى المالطية وكافة الأمراض الوبائية والسارية والمعدية وتحصين الأبقار من مرض الالتهاب الجلدي الكتلي الذي ينتقل عبر الذباب والبعوض ويترافق بالحمى وظهور العقد على معظم أنحاء الجلد والإصابة بالهزال وانخفاض إنتاج الحليب والعقم والإجهاض وتلف الجلد وتأمين الدواء البيطري لمختلف أنواع الثروة الحيوانية وتشجيع أصحاب المعامل لزيادة انتاجهم من ( الحقن – السوائل- البودرة – المراهم – المعقمات – اللقاحات – الأدوية) عبر الحد من الضرائب والرسوم المفروضة عليهم وتذليل الصعاب التي تعترض معاملهم وإنتاجها وترخيص وإنتاج أدوية بيطرية جديدة ضرورية ومطلوبة وفق معايير الجودة العالية لتغطية أغلب احتياجات الثروة الحيوانية وتسويقها داخلياً وخارجياً والوصول إلى عتبة التصدير وممارسة الرقابة على الأسواق للحد من غزو المستحضرات البيطرية المجهولة المصدر والفاسدة .

علينا تخفيف معاناة المربيين وتشجيع عودتهم إلى تربية الحيوانات وزيادة مخصصات الرأس من الأعلاف وتأمين حاجة المربين على مدار العام وتنفيذ خطة زراعة الشعير الرعوي والشعير البعل المعتمدة من وزارة الزراعة وإدخال الزراعات العلفية الخضراء ضمن خطة الزراعات المرورية وتشجيع زراعة البدائل العلفية وزراعة فول الصويا نظراً لفائدته المضاعفة بإنتاج زيت المائدة واستخدام مخلفاته في صناعة الكسبة وتطوير المراعي الطبيعية وزراعة الغراس الرعوية في البادية لوقف حركة التربة وإعادة إحياء الغطاء النباتي للحد من زحف الرمال والتصحر والحد من دخول الأعلاف الملوثة الحاملة للأمراض والمواد الغريبة على البيئة السورية .

يجب فتح باب ترخيص منشآت تربية الحيوان على مصراعية أمام المواطنين في كافة المحافظات شريطة تقيدهم بالقرارات والتعليمات الناظمة للترخيص وجرد قطعان الثروة الحيوانية في القطر وترقيمها وإدخالها في قاعدة بيانات خاصة وإعداد سجل للقطيع وتشجيع التلقيح الاصطناعي لزيادة أعداد القطعان ومنع تصدير ذكور الأغنام والماعز الجبلي واستيراد الخلطات العلفية بواسطة الدولة وعدم ترك المربين تحت رحمة التجار وابتزازهم وتحليق أسعارهم , وتصنيع المنتجات الحيوانية وتسويقها من قبل الدولة لتقليل الهدر والفاقد وتعزيز ثقة المستهلك بالمنتج الوطني .

نعمان إبراهيم حميشة 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار